serin
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


ليكون للأبداع مرسـى . .
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 زَهرهَ واحدهَ لا تَصنَع صيفَاً . .

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
Serin
Admin
Serin


المساهمات : 64
تاريخ التسجيل : 22/03/2011
العمر : 34
الموقع : https://serin.yoo7.com

زَهرهَ واحدهَ لا تَصنَع صيفَاً . .  Empty
مُساهمةموضوع: زَهرهَ واحدهَ لا تَصنَع صيفَاً . .    زَهرهَ واحدهَ لا تَصنَع صيفَاً . .  Icon_minitimeالسبت أبريل 02, 2011 12:48 pm




ربمــا بعد شعورنـا بالألم لمده طويله
واستهلاك كل اعضائنا في بناء علاقه قويه معه
تبدء رحلة النهايه ..
ليتضح لنا ان مئأسينا تجعل منا اناس غير مبالين
لنسبب للأخر الألم والحزن دون شعور منا بذلك ..
نصبح لا شعوريا منا لا نستطيع الاحساس بما يختلج في صدور الاخرين
لا نرى سوى ما يُرى بعدسة آلة التصـوير ..
لنبني لنا حصناً منيعاً يستطيع مجابهت كل هجمات العـدو ..
... واحيـان اخرى .. الحبيب ايضـاً ..
فتغـدو حياتنا بلا معنى .. لنبدء رحلة البحث عن الضيـاع
عله يساعدنـا في ايجـاد ما اضعنـاه منذُ عصورٍ مضَت ..
احيـان لا نجد شيء فنغـدو حمقى نحاول ادخال الألم
في قلـوب جميع من حطمونـا دون تفكير ..
لنجد ان اثمنـا يكبر مع كل دقيقه تمر بعمرنا
ونجد انفسنا دخلنا حديقة الأثميـن ..
لتـَسود قلوبنـا
و يطبع عليهــا .. كلمتـان مخيفتـان جـداً ..
.. | انجـاز الشيطـان | ..
ولكن لحضه !
.. هل نعـود قليلا للخلف ..
هل نعـود ثمـانية اسطر للخلف ..؟
فأحيان اخرى نقرر برحمة من الله ان ننسـى
ونجد انفسنـا نزرع على شبـاك غرفتنا الهالك
زهرة حمراء ..
لنبتسم لهـأ في كل صباح ونلثمهـا بعشق ..
ولكن بعد زمـن ..
نكتشف واقعنـا الساخر .. لنصرخ بألم ..
زهره واحده لا تصنعُ صيفاً ..
لأتوقف مصدوماً لسمـاعي صوت طفولي يصرخ
بل تثنع ..

هل هذي انتِ ؟

.. ياملاكي ..



زَهرهَ واحدهَ لا تَصنَع صيفَاً . .  Hgsd
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://serin.yoo7.com
Serin
Admin
Serin


المساهمات : 64
تاريخ التسجيل : 22/03/2011
العمر : 34
الموقع : https://serin.yoo7.com

زَهرهَ واحدهَ لا تَصنَع صيفَاً . .  Empty
مُساهمةموضوع: رد: زَهرهَ واحدهَ لا تَصنَع صيفَاً . .    زَهرهَ واحدهَ لا تَصنَع صيفَاً . .  Icon_minitimeالسبت أبريل 02, 2011 12:51 pm
















لا تذهـب ..~1




غرفة صغيره تبدو مستهلكه حتى اخر رمق . . فيها طاوله يجلس خلفها رجل مسن يرتدي
البدله العسكريه .. يدخن بأستياء وهو ينظر للرجل الواقف امامه – سيد مجد لا استطيع المساعده بعد الان ..
نظر له السيد مجد وبدى على وجهه علامات الاستياء ليستدير بعد هذا بنظره غاضبه للشاب الجالس امام الطاوله
بسيطره تامه .. عدم احساس هذا الشاب بالمسؤليه وكأنه لم يقم بشيء خاطئ يكاد يصيب ابيه بالجنون ..
هز السيد مجد بعد هذا رأسه معلنن نهاية الموضوع وتقبله له .. شعر الرجل ذو البدله العسكريه بالحرج من السيد
مجد ولكنه كان شعورا فقط .. هو لا يستطيع ان يساعد بشأن هذا الولد ..
بعد ان استدار السيد مجد ليخرج من الغرفه وقف الشاب واستدار بنظره لقائده ..
القى عليه التحيه بدون ادنى شعور بالخجل .. لقد كان هذا هو جـاد ذو الستت عشر ربيعاَ ..
سار خلف والده المستاء والذي كان يكبت غضبه لحين خروجهم من مكتب قائد جاد في الجيش ..
عندما اصبحا في الخارج كانت سيارة السيد مجد تنتظر تحت اشعة الشمس الحارقه ..
جاد كان يسير خلف ابيه وكأن كل ما يحدث لا يمت له بصله .. رفع نظره للشمس
مقطبن حاجبيه ليعلن ان الشمس بدأت تزعجه من شدة اشتعالها .. كان يقف وهو ينتظر من والده ان
يعطيه المحاضره ويعيده للبيت .. تنهد بأستياء وكانت هذي التنهيده هي ما اشعلت السيد مجد ..
استدار لينظر لعينين ابنه بغضب – هل انت متعب
_ نعم
قال وهو يُدير بعينه في الارجاء فصرخ والده – الا تخجل من نفسك ..؟
_ ليس الى ذلك الحد
كانت اجاباته تستفز السيد مجد بشده فقال بحده وهو يحاول ضبط اعصابه امام العالم ..
_ كن مؤدبا في حديثك معي ياولد ..
كان يريد ان يُخرج تنهيده قويه ولكن عندما رئا غضب والده انزل رأسه وهو يشعر بالضجر ..
فتح والده السياره وجلس .. تحرك هو بعد هذا ليجلس في الكرسي الخلفي للسياره ويمدد
جسده المرهق .. لقد نفد صبر السيد مجد ليبدأ بالثرثره التي لم يسمع منها جاد
سوى بضع كلمات ..
كان الاب المسكين الذي انتهى صبره من اهمال ولده لكل شيء يصرخ
_ لقد فشلت في كل شيء وكنت تصر دائما على انك لا تريد شيئا سوى دخول العسكريـه ..
دفعت اموالا و توسطت لك عند الكثيرين لتدخلها وانت في هذا السن الصغير ..
ضننت انك ستكون جيدا هناك بحجم المعاناة التي سببتها لي حتى تدخل ..
ولكنك لا تتغير ...
عندما توقف قليلا عن الحديث استدار لانه لم يسمع تجاوبا من جاد ليراه يغط
في نوم عميق وهو يغلق النور بيده عن عينيه ..
_ ستتعب في حياتك يابني ..
هذا ما قاله وهو يتنهد لرؤيته لأبنه يتصرف بهذي الحماقه والاستهتار طوال الوقت ..
خرج صوته ليسكت ابيه بتلك الكلمه – الا يكفيك تعبي الى الان ..؟
عرف السيد مجد انه ان اكمل الحديث مع جاد الذي استفاق الان لينظر لسقف السياره
سوف يشتعل جاد ويبدا بالصراخ المعتاد لذا اطبق شفتيه الى حين وصولهم ..
تلمس جاد الجرح على طرف خده والذي كان من صنعه له هو سبب خروجه من الجيش
واطبق اسنانه بقوه من شدة غضبه .. وصلو بعد طريقٍ طويل الى الحي الذي يسكنونه ..
تجهم وجه جاد عند هذا الحد وهو يشعر بضيق لعودته لمنزلهم ..
اوقف السيد مجد السياره لينزل منها وهو ينتظر من جاد ان ينزل ليغلقها ..
فخرج منها جاد بضجر وهو يتمنى ان يتجه الى اي مكان غير المنزل الذي سيتوجهون
له .. تابع سيره خلف ابيه بنظره المتواصل للأرض وتحريك عضلات جسده ..
كانت هناك طفله صغيره لا تكاد تتجاوز السابعه من عمرها تستند على الحائط
وهي تلعب بشفتيها وتنظر للشارع بصبر منتهي وضجر شديد .. اشرق وجهها
ورسمت على شفتها ابتسامه عندما رأت السيد مجد قادم ويسير خلفه ولد يطئطئ رأسه
ويسير بتثاقل .. هرولت نحوهم فأستقبلها السيد مجد فارشن يديه لضمها بينهم .. لم تتوقف
الا عندما اصبحت بين يديه فحملها وهو يقبل رأسها – ماذا تفعل العصفوره في هذا الجو الحار
_ انا لثت عثفور .. انا مَلك ..
كانت ابتسامتها البريئه تجعل قلب كل سكـان الحي يعشقها لشدة برائتها و حبها للجميـع ..
وكان الجميع يحب التحدث معهـا لمشكلتها في لفض الاحرف .. الصاد و السين .. فكانت الكلمات تخرج
منهـا بشكل طريف وبريئ للغايه ..
ادارت عينيهـا عن السيد مجد لتنظر لجاد الذي مازال يقف خلف ابيه وهو لم يرفع عينه عن الارض
منزعجا من كل ما يحدث .. ضلت تنظر له مبتسمه وفرحه بعودتـه .. بدت تتململ فعرف السيد
مجد انهـا تريد منه ان ينزلهـا ارضا .. فعل ذلك واستدار لينظر لولده بنظره مؤنبـه ودخـل للمنزل قبلـه ..
كان منزعـج جدا من جاد .. ضل جاد ينظر خلف ابيه وهو يدخل البيت .. احس بيد تمسك ببنطاله
وتجره .. انزل عينيه لهـا منزعج – ماذا تريدين ..؟
قالت له وهي ترفع عينيها له وهما نصف مغمضتان بسبب الشمس _ احملني ..
قال وهو يحاول ان يتمالك نفسه وبنفس الوقت يجعلها تخاف منه – ملك .. اغربي عن وجهي فلستُ في مزاج
جيد لتحملك ..
انزلت يدها بهدوء وهي خائفه من نظراته الشريره نحوهـا .. بدأت عينيها تمتلئ بدموع الخوف وجرت من امامه
لبيتهـم الذي كان بابه الخارجي مفتوح لهـا دائما في النهـار .. بينما تحرك جاد منزعج ليدخل منزلهم ..
عندمـا دخلت ملك للبيت كانت اختها شادن فقط في غرفة الجلوس حيث كانت تشاهد التلفاز ..
قالت ملك وهي تحاول ان تسيطر على صوتها الذي كان يرتعش – اين ماما
نظرت لهـا شادن وعقدت حاجبيها – ما بـك ..؟
بدت تمسح دموعها بكمها وهي تعيد سؤالها – اين ماما . هل خرجت ..؟ اين بابا ..؟
تحركت شادن لتجلس على ركبتيها امام اختها الصغيره – نعم لقد خرجو .. وسيعودون الان ..
رفعت شادن يدها بسرعه امام وجه اختها قائله – لا .. لاتبدئي البكاء .. سيعودان قريبا وسيحضران لكِ شيء
رائع .. قولي الان من قام بازعاجك ..؟ هل هو وليد ..؟
ردت ملك مدافعه عن وليد الذي يزعجها دائما . وهو احد اطفال الحي الذي يقارب عمره عمر ملك
_ لا .. ليث وليد .. جاد قام بالثراخ علي ..
قالت هذا وبدات تبكي فقالت شادن منزعجه – ذلك الاحمق .. لا عليك انا سأريه ذلك المعتوه ..
شهقات صغيره بدأت تضهر عندما قررت ملك ان تكتفي من البكاء . . قالت شادن بسرعه وكأنها تذكرت شيء
_ متى عـاد جاد ..؟
نظرت لها ملك مستغربه وقالت – اليوم ..
بعد هدوء قصير علت ضحكه دوت في المنزل من شادن وهي تقول – يالهي .. هل طُرد من الجيش ايضا ..
ضلت نظرات ملك مستغرِبه نحو اختها التي بدت كالمجنونه وهي تضحك وسارت بعدها نحو غرفتهـا
التي تتشاركهـا حاليا مع ملـك ..
سارت ملك خلفها لتقف في الباب وهي تنظر لأختها شادن عندما اخذت شادن الهاتف من على طاولتها
وبدات تبحث عن رقـم معين .. كانت الابتسامه تعلو ملامحها عندما رفعت الهاتف لأذنها
وهي تنتظر ان يجيب الطرف الاخر ..
شادن فتاة في عمر السادسه عشر .. اخت ملك الكبيره والوحيده .. كانت في ما مضى زميلة جاد في
المدرسه قبل ان يُفصل .. وهي ما زالت صديقته بحكم انهم جيران.. اذ انه يتحدث دائما معها ويتشاجران على
الدوام .. وهي صديقة اخت جاد الصغيره ريم المقربه ..
اجـابت ريم على الهاتف قائله – ماذا تريدين ..؟
_ ايتها الحمقاء هل عاد جاد حقا ..؟
علت ضحكة ريم قائله – نعم .. لقد عاد اليوم ..
_ لم تضحكين ..؟
_ لانه تشاجر منذ قليل مع سلمى وخرج بعدها من البيت قائلا انه لن يعود مجددا ..
_ كما يحدث في كل مره ..
ضحكت الفتاتان بينما اكتفت ملك بالمراقبه مستغربه مما حصل لأختها فجأ ..
لقد ضنت انها ستوبخ جاد على ما فعله معها ولكنها بدل ذلك اكتفت بالضحك ..
خرجت ملك من الغرفه متملله ومنزعجه نحو التلفاز .. وتركت اختها تكمل حديثها مع ريم ..
¬_ على ماذا تشاجر مع سلمـى اذن ..؟
_ لقد استقبلته هند عند دخوله وطلبت منه ان يأخذها للسوق فصرخ عليها .. وعندها وجدت
سلمى الوقت المناسب لتقوم بتهزيئه ..
_ كم هي بغضيه .. وماذا فعل ..؟
_ تعرفين انه لا يترك شيء يخص سلمى يمر ابدا .. فأن كانت هي تريد ان تلومه في كل الاوقـات فهو يعشق ازعاجها و قهرهـا ..
_ ليس مخطأ ابدا .. انهـا امرأه لا تُطـاق .. لا اعرف كيف تزوج العم مجد بها ...
ابتسمت ريم بسخريه مؤلمه وقالت – انهـا حُبـه الأول ..... .... ... والأبـدي ..
لمده قصيره لم تعرف شادن بما تجيـب .. فقد احست بالحزن في حديث ريم .. ولكنها قالت بعدها
_ الم يسمع العم مجد بالموضوع ..؟
_ بلا ...
صمتت بعد هذا واكملت – ولكنه تعب من مشاكل جاد و سلمى .. لقد اصبح الامر مزعج ..
_ لقد تعب العم مجد جدا مع جاد .. انه حقا مشكله ..
_ مشكلته انه لا يحتـرم احد .. انه يتحدث مع ابي بدون اي خجل او احترام ..
_ ولما هذا كله .. لقد تخطيبتِ انتي وفاة والدتك ورغم اننا جميعا حزينين لفقدهـا ولكن هناك حدود .. ولقد مر
عليهـا زمـن .. رحمهـا الله .. ان ما يقوم به جاد يعذبهـا هي الاخرى في قبرهـا ..
_ انـه ليس الحزن فقط .. اننـا نشعـر ان ما قام به ابي هو خيانه .. و انتي تعرفين كيف كان جاد متعلق
بأمـي .. و ما قام به ابي شيء بشع للغايه .. لقد كان صدمه لنـا .. ولجاد بالاخص ..
صمتت شادن قليلا .. فأكملت ريم – ولكن مهما كان .. فكما قلتي لكل شيء حدود .. ولكن كرهه جاد لسلمـى
لا يعترف بأي حدود .. لقد اصبحت اشعر انه يكره ابي .. وسلمـى لا تساعده في تخطي الامر .. انهـا تتعامل معه بجفاء
وحقد كبير .. فهو دائما ما يذكرها بأمي ..
_ وانتي ..؟
سألت شادن .. – هل احوالك جيده معهـا ..؟
_ بخير .. انا لا اتدخل كثيرا فيها .. اقوم بما يجب علي القيام به وبالطبع فقط لأجل ابي ..
_ وهنـد ..؟ كيف حالها معكـم ..؟
_ انهـا تختلف عن امهـا .. فهي طيبه جدا ..
قالت شادن مقاطعه – بالتالي هي اختك ..
_ نعم .. نعم بالطبع ..
ضحكت بعدها ريم قائله – ما بالنا اليوم نتحدث وكأننا عُجـز .. اسمعي سوف اغلق الان .. اراكِ غداً في المدرسه ..
شاركت شادن صديقتهـا الضحك وقالت – حسنا .. الى اللقـاء اذن ..
بعد ان اغلـقت الهاتف تركته على الطاوله و ذهبت لتـرى ان والديهـا لم يعودا بعد .. بينمـا ملك كانت ترتدي حذائها
امام التلفـاز .. نادتهـا شادن – ايتها الحمقاء .. لقد نضفت للتو لمى افسدتي الغرفه ..
لم تنظر لها ملك وقالت وهي منغمسه بمتابعت التلفاز – سأخرج ..
صمتت شادن قليلا وقالت بعدها – ومن سألك ماذا ستفعلين ..
وقفت بعد هذا ملك و لم تجب اختها .. فضَلَت شادن تشتعل قهرا من تصرفاتها ..
عندما خرجت ملك وجدت وليد وهنـد و مازن يلعبـون بالكره في الخارج ..
وقفت قليلا بعيده عنهم .. فأقترب منها وليد
وقال – لما لا تلعبين ..؟
قالت منزعجه – انهـا كرةُ هنـد ..
_ وماذا في ذلك ..؟
_ هي لا تقبل ان العب معها ..
ضل وليد ينظر متحير لها ببرائه وتوجهه بعدهـا لهند – هند ..
اقتربت هند منه حامله كرتها بين يديها – ماذا ..؟
_ الا تقبلين ان تلعب ملك معنا ..؟
نظرت هند قليلا لملك وبعدها لوليد ومازن وهي تفكر .. وقالت مستائه – هي التي بدأت .. لقد قامت بضربي ..
نظر الصبيان مستغربان وقال وليد بعدها لملك – هل قُمتِ بهذا ..؟
قالت ملك بفخر – نعم .. لأنها تقول ان جاد يُحبهـا اكثر مني ..
قال مازن – ولكنه اخوها .. بالطبع يحبها اكثر منك ..
نظرت لهم ملك مستغربه وهي مصدومه مما قاله مازن .. هل يعقل ان يفكر بهذه الطريقه ..
هل يمكن ان يحب وليد شخص اكثر منها هي .. وجهت نظرات الحقد لمازن الذي خاف وابتعد للخلف
ليقف بقرب هنـد .. وقال وليد بعدها والذي كان يكبر المجموعه هذه ..
_ كفى .. يجب ان نتصالح جيعا لنلعب ..
ابتسمت هند بهدوء واقتربت لتتصالح ولكن قالت ملك – اولا يجب ان تقول ان جاد يحبني انا اكثر ثيء ..
نظرت هند لها منزعجه وقالت –ولكنه اخي انا ..
_ انـه ليث اخوك ..
صاحت هند بقوه – بل هـو اخي ..
قالت ملـك – ان امك ثلمى ليثت امه .. اذن فهو ليث اخوك
بدأت هند بالبكـاء وهرولت نحو منزلهم جراء ما سمعته من ملك .. بينما التفت مازن صديقهم والذي
كان يحب هند جدا ويدافع عنها دوما وقال لملك – انتي غبيه ..
لقد كان غاضب لأنها قامت بجعلها تبكي رغم انها لم تفعل لها شيء فحاولت ملك ان تجري خلفه لتضربه ولكنه
استطاع ان يهرب منهـا .. عادت هي لتقف امام منزلهم ووليد معها ..
قال لها وليد – يجب ان لا تتشاجري مع الجميع ملك .. لن يلعب معك هكذا احد .. امي دائما تقول لي انه يجب
ان اكون صديق للجميع كي يلعبون معي ..
نظرت له وقالت – ولكنها من بدأت ..
_ ليس صحيح .. انتي من ضربها
_ لما تقول ان جاد يحبها ولا يحبني ..
_ انها تقول ان جاد يحبكما كليكما ولكنه ربما يحبها اكثر لانها اخته ..
احست ان كلام وليد صحيح .. ولكن عقلها الطفولي لا يريد تصديقه .. فهي في الحياة لديها ثلاث لا تستطيع
التخلي عن ملكيتهم .. امهـا وابيهـا .. وجاد ..

شادن كانت تنظر من نافذة غرفتها المطله على الشارع بعد ان اسدل الضلام ستارته على الحي ..
تراقب بأهتمام حتى حصلت على ما تريد .. حاولت ان يكون صوتها غير مسموع وقالت بهدوء . .
_ جاد .. جاد انتظر ..
رفع جاد نظره للشباك المفتوح و بدأ يحاول ان يميز الشخص هناك ..
قال مستغربا – شادن ..؟
اشارت له ان ينتظرها حتى تنزل .. ضل هو واقف بباب منزلهم ينتظر حتى فتحت الباب بهدوء ..
_ ما بكِ .. ماذا هناك ..؟
قال مستغرب فردت عليه – لا شيء ..
ابتسمت بمكر وقالت – اردت ان القي عليك التحيه .. هل تصدق لقد كان الحي هادئا بغيابك وكم اشتقنا لك ..
نظر لها وقال – هل انتي حمقاء .. انا متعب واريد ان اذهب للنوم
ضحكت كالعاده عليه وقالت – متعب ..؟ بالطبع من التسكع طوال اليوم ..
اراد ان يذهب ويتركها عندما قالت – لقد سمعت ان احدهم تشاجر اليوم وهدد بعدم عودته للبيت ..
استدار بسرعه لها بغضب وقال – انها ريم .. اليس كذلك .. تلك الحمقاء .. انا سأُريها ..
امسكت بيده ومنعته من التحرك – توقف ايها الاحمق ..
ضحكت بعد هذا وقالت – انا امزح .. حقا ..
نظر لها بملل فردت عليه بجديه اكثر – لقد اخطأت بشجارك مع سلمى ..
لم يقل شيء فأكملت – لا ادافع عنها ولكن والدك تعب جدا .. الا تستطيع ان ترا ذلك ..
_ توقفي عن النصح فلستُ من يستمع وانتي خير من يعرف هذا ..
قالت له منزعجه – هل هذا شيء تفخر به ..
شعر بالانزعاج منها وكان يريد ان يذهب بعد ان تركت يده ولكنه استدار لها ليقول – اعتقد ان هذا يجب ان ينتهي
ابتسمت عندما احست انه بدا يتحدث بتعقل اكبر .. ولكن ابتسامه مريره رُسمت على شفتيه احزنتها بدون ان تعرف السبب ..
قالت بعد هذا – صحيح .. لِمى قُمت بالصراخ على ملك اليوم .. لقد بكت كثيرا .. انك لئيم جدا معها رغم انك تعرف كم تُحبك هي|..
ضحك الان جاد وقال – سأقوم بأرضائها غدا .. ولكن قولي لها ان تكف عن ملاحقتي فقد اضربها يوما ..
غضبة شادن منه الان حقا وقالت – ان فعلت فأنت لن تتنبئ بما سأقوم به ايها المتوحش
سمعت ضحكته العاليه عندما دخلت واغلقت الباب خلفها .. شعرت ببعض الارتياح لسماعها ضحكة مجددا ..
بينما اتجه هو نحو المنزل الذي بات يكرهه بعد دخول زوجة ابيه له ..
يوم واحد كان كفيل بأن يملئ رأس جاد بفكرة الهروب من المنزل .. لقد بات الجو فيه يخنقه ومهما
حاول ان يتمالك نفسه بات الامر مستحيل ..
كان تفكيره الطائش والذي لم ينضج بعد لا يدع له طريق سوى الهرب مما هو فيه ..
العالم ينتظره .. مغامرات كثيره يضن انها سوف تُنسيه ماعاشه بعد رحيل والدته ..
كان يكره والده كلما دخل المنزل وراه مع زوجته التي احتلت مكان والدته في كل شيء ..
لقد كان جاد و ريم يتمنيان ان تبقى غرفة والدتهما مغلقه وان لا تسكنها سلمى ولكن هيهات ..
فقد اوضحت سلمى منذ اول يوم دخلت به هذا المنزل انها تريد ان تمحي ذكرى والدته جاد كليا ..
وهذا ما فعلته الى الان بالنسبه لأبيهم .. فقد عذب والدتهم في حياتها بحبه الاول الذي لم ينسه بتاتا
وها هو الان يعذبها بقبرها ويعذب طفليها معها .. بدون ان يعلم ..
مهما قال الناس عن جاد ومهما حاولو ان يضعو اللوم عليه فهو يعلم انه لم يفعل شيء غير الرد على من جرحوه
و آلموه بشده .. ولهذا السبب فأن يتغير هو امر مستحيل الى حدٍ ما ..
كالعاده الكل في البيت قد خلد للنوم الان .. فجاد لا يعود للبيت مبكر كي لا يلتقي بوالده او سلمى ..
عند صعوده السلالم ووصوله لباب غرفته سمع صوت من غرفة ريم التي تتشاركها مع هند الصغيره ..
كان صوت كتمان بكاء .. فتح الباب بهدوء فكانت ريم تجلس قرب النافذه وهي تدير وجهها لتنظر منها ويديها
تحاول كتمان صوتها كي لا يخرج لأحد ..
اراد ان يدخل ليكلمها فقد شعر بانها تتحمل اكثر من طاقتها في هذا المنزل وهي لا تخبر والدهم ابدا بما تقوم
به سلمى من تسلط وضلم عليها .. ولكن قراره الذي اتخذه للتو اوقفه .. لم يملك الشجاعه الكامله ليعود عنه
لأجلها .. لقد كان اكثر البشر انانيه في هذه اللحضه .. اغلق الباب بالهدوء ذاته الذي فُتح به وعاد لغرفته ليغرق
نفسه في سريره محاولا النوم بدون التفكير بأي شيء اخر غير ما قرر القيام به ..


في الصباح الباكر وبعد عودت ملك الصغيره من المدرسه كانت تسير في الطريق للبيت وحيده هذه المره على غير
عادتها .. عند وصولها لباب المنزل كان هناك شاب يقف امام باب بيت جاد وهو محتار ويفكر بعمق ..
اقتربت ملك منه وقالت ببرائه – من انت ..؟
بعد ان مضت ثوانٍ قليله قبل ان يتنبه الشاب لها قال وهو يبتسم لها – انا .. انا صديق جاد .. هل هذا هو منزله ..؟
ابتعدت قليلا للخلف بعد ان ادار وجهه الان لها فلمحت عينه الاخرى التي كان حولها بقعه لونها يختلف عن لون
بشرته .. فقد كانت بشرته بيضاء غير ان بقعه حول عينيه لها لون داكن يجعل من شكله مشوهه بعض الشيء ومخيف ..
لم تقل له شيء اذ انها خافت فقال وهو يحاول ان لا يرعبها – لا تخافي ايتها الصغيره ..
اخرج من جيبه قطعة حلوى ومد يده ليقدمها لملك .. نظرت له وهي تحاول منع نفسها من الخضوع للحلوى ..
ولكن هذا كان صعب للغايه .. بسرعه اختطفت يداها الصغيرتان الحلوى من يده وعادت لتقف قرب منزلها ..
قالت بعدوانيه – نعم .. هذا منذل جاد .. ماذا تريد منه .. ؟
_ هل يمكنك ان توصلي هذه الرساله له ..
قال مبتسم بعد ان اخرج من جيبه ضرف اسود اللون غريب الشكل ممزق بعض الشيء .. واعطاه لملك التي استقبلته
مستغربه من طلب هذا الرجل ..
قال هذا وابتعد ولم يطرق الباب رغم سؤاله المستمر حول ان كان هذا بيت جاد ام لا ..
خبأت الضرف في حقيبتها واكلت الحلوى ودخلت المنزل وهي لا تفكر بشيء سوى ان تغير ملابسها لتتوجه لمنزل جاد
وتعطيه الضرف ..

_ امي انا ذاهبه لمنذل هند ..
_ ملك صغيرتي .. يجب ان تقومي بواجباتك المدرسيه اولا ..
_ عندما اعود ..
قالت هذا وخرجت مسرعه قبل ان تحتج والدتها اكثر .. فكرة بما ستقوله لهند وهما متخاصمتان ..
ولكن في النهايه وببرائت الاطفال عرفت ماذا ستقول ..
بعد ان رنت الجرس وفتحت ريم الباب لها ..
قالت ريم مبتسمه – تفضلي ملك .. اهلا بك
قالت ملك وهي مبتسمه لريم – لا اريد .. اريد جاد .. هل هو هنا
كانت ريم تخبئ ضحكتها وهي تقول – لا .. لقد خرج منذ قليل .. اخشى انه لن يعود حتى الليل ..
بدت نظرات الحزن تعلو وجهه ملك فقالت لها ريم – ماذا هناك حبيبتي .. ؟
_ يجب ان اعطيه شيء .. قولي له ان يأتي لنا عندما يعود ..
هزت ريم رأسها وهي تبتسم لهذه الطفله التي تتعامل مع جاد وكأنه شخص يخصها ..
بعد ان اغلقت ريم الباب ضلت ملك في الخارج قليلا قبل ان تدخل المنزل وتتوجه للغرفه لتقوم بواجباتها متملله . .
جائتها شادن بعد فتره من الزمن وقالت وهي تبحث عن شيء في خزانتها – لقد قالت ريم ان هناك شيء يجب ان
تعطيه لجاد .. ما هو ملك ..؟
سألت شادن بشكل عفوي ولكن ملك لم تكن تريد ان تخبرها فقالت – انه شيء لا يخثك ..
نظرت شادن لأختها مستغربه وضحكت بعد ان حملت ملابسها – كما تشائين .. سأدخل لأستحم ..
لم تعر ملك شادن اي اهتمام بينما ضلت الاخرى تضحك عليها وهي متوجهه للاستحمام ..

في بداية الليل وبعد ان اكلت ملك وجبة العشاء توجهت لغرفتها باحثه عن الضرف الذي حصلت عليه من الرجل المخيف
والذي يجب ان تعطيه لجاد .. وجدته بين كتبها المدرسيه وفي ذلك الوقت سمعت صوت باب منزل جاد يضرب بقوه
وكأن احدهم صفقه بغضب .. توجهت بسرعه نحو نافذة الغرفه فوجدت جاد يقف عند الباب بعد ان صفقه ..
ابتسمت ونادت حتى رفع وجهه لها – جاد .. انتظر هناك شيء ثأعطيه لك ..
لم يجبها وكان الشرر يتطاير من عينيه ولكن هذا لم يهم ملك كثيرا .. اكملت حديثها مسرعه – انتظرني .. ثأنذل ..
عندما رأت انه لم يعرها اهتمام كبير وبادر بالرحيل صرخت – لا تذهب .. ارجوك ..
حملت نفسها بعد هذا وبدت تجري البيت باكمله حتى ناداها والدها – ملك .. الى اين انتي ذاهبه ..؟
قالت وهي تجري – ثأعطي جاد شيء واعود ..
قالت هذا وهي تفتح الباب .. بدأت تبحث بعينيها عن جاد بدون جدوى .. لق اختفى الان ..
هل عاد للمنزل ..؟ ام انه ذهب لمكان اخر .. لما لم ينتظرها .. بدأت دموعها تجتمع في عينيها وعادت للبيت حزينه ..
استقبلها والدها الذي كان يتابع الاخبار على التلفاز وناداها ..
اقتربت منه فسألها – ما بك حبيبتي ..؟
_ لقد قلت لجاد ان هناك شيء يجب ان اعطيه له ولكنه لم ينتظرني ..
احتضنها والدها مبتسما وبدا يهدئها وهو مستمتع بشكاويها الدائمه عن جاد ..
عادت لغرفتها وكانت شادن الان في فراشها تقرأ كتاب .. بدأت تنظر لملك التي توجهت نحو خزانتها واخرجت صندوقها
الذي لا يسمح لاحد بان يرا ما بداخله و خبأت الضرف فيه واعادته بعد اغلاقه ..
بدء الفضول يتحرك قليلا داخل شادن وبدأت محاولات التحايل على ملك لتريها ماذا في ذلك الضرف ..
قالت لها شادن – الن تقولي لي الان ماذا بداخل هذا الضرف ..؟
بأصرار واضح قالت ملك – لا ..
_ حسنا انا ايضا لن افعل لك شيء مجددا ..
لم ينقع هذا التهديد مع ملك التي قالت – لا اريد منك ثيء .
وتمددت على سريرها بعد ان اطفأت النور .. قالت لشادن بعد هذا – سأنام ..
قالت شادن منزعجه – اللعنه عليك ايتها العفريته الصغيره ..

كانت ملك بعد هذا اليوم تنتظر جاد يوميا لتعطيه الضرف بدون ان تحرز اي تقدم ..
فقد مر اسبوع بدون ان تستطيع الوصول له باي شكل من الاشكال .. حتى بدأت تسمع الكبار يتحدثون عن
خروج جاد من المنزل و عدم عودته حتى الان .. البعض كان خائف ان يكون قد حدث له شيء والبعض الاخر
قال بأنه هرب وترك المنزل .. ملك كانت تشعر بالحزن عندما يقول الاطفال لها ان جاد لن يعود مجددا ..

بعد مرور شهر على غياب جاد من المنزل كان حال والده يتدهور بشكل ملحوض
خوفا على ولده وماقد اصابه .. حتى ان كان جاد قد هرب من المنزل فهذا لا ينفي انه مازال شابا صغيرا
لم يعرف من الدنيا شيء .. وقد يحدث له اي شيء وقد يقع في مشاكل كبيره جدا ..
ذات يوم كانت ريم تزور شادن في منزلها .. وكانتا الفتاتان في غرفة شادن تجلسان على السرير وكما هي العاده
القسم الاكبر من الحديث يحتله جاد وغيابه ..
قالت ريم – اشعر بالحزن الشديد حقا .. لم اعد احتمل عدم عودته حقا .. لا استطيع ان اصدق انه تركنا ..
ردت عليها شادن تحاول التخفيف عنها – ادعي فقط ان يعود .. انه حقا احمق كان يجب ان يفكر قبل ان يقدم على
فعل كبير كهذا .. الى اين يمكن ان يكون قد ذهب ..
_ لا استطيع ان اعرف .. عندما افكر يكاد رأسي ينفجر بدون ان اصل لشيء .. انه حتى لم يترك رقم هاتفه المحمول
كي نتصل به ..
ردت عليها شادن – لا اعرف حقا ماذا اقول لك .. ما يزعجني حقا انه لم يفكر بالعم مجد حتى وكيف ستكون حالته ..
بدت عينا ريم تدمعان وهي تقول – اشعر ان حالت ابي تزيد سوء .. هو لا يتحدث عن جاد ابدا ولكنه مهموم للغايه
و التخطيط الذي اجراه لقلبه اخر مره كانت نتيجته خطره جدا ..
دخلت ملك وقطعت عليهم حديثهم في هذه اللحضه .. مسحت ريم عينيها بسرعه وهي تعيد الابتسامه لشفتيها
بينما اقتربت ملك لتسأل – الم يعد جاد بعد ..؟
قالت لها شادن – ملك .. الم اقل لكِ ان لا تعودي لهذا الامر مجددا ..
هدئتها ريم وقالت – ملك حبيبتي .. عندما يعود سأخبره بان يأتي ليأخذ منك الرساله تلك .. لا تقلقي لن انسى ..
ابتسمت ملك لسماعها هذا الوعد وتركتهم مجددا لتخرج اذ ان وليد ينتظرها في الخارج ليذهبان للحديقه العامه مع
والدته ويلعبان مع الاطفال هناك ..
انها مشتاقه لجاد ولكن كل ما يدور حولها لا يكاد عقلها الصغير يستوعبه ..
ان تسمعهم يقولون ان جاد لن يعود للمنزل وان مكانه مجهول هو امر لا تفهمه تماما ..

بات منزل السيد مجد كئيب و الشجار بين سلمى و مجد اصبح شبه يومي بسبب جاد ..
فقد بدء مجد بلوم سلمى على ما حصل مع جاد ولم تكن سلمى بالمراه التي تتحمل ان يقوم
زوجها بلومها على شيء هي مقتنعه تماما بانه ليس لها يد به وانها ليست مذنبه بشأنه باي طريقه ..
كانت دائما تردد على مسامعه ان جاد شاب ضائع ولم يكن متوقع منه شيء غير هذا الذي قام به وهذا
ما كان يجعله يغضب و ينفعل بقوه تؤثر على قلبه التعب ..
مرة الايام والشهور بهدوء شديد وعذاب اشد على ريم ووالدها وهم في انتظار سماع اي خبر عن جاد ..
ولكن هذا لم يحدث .. ولم يبدو انه سيحدث بتاتا ..


مرت السنوات سريعه على البعض و بطيئه بشكل مُسكر على الاخر ..
ولكنها على ملك كانت تمر طبيعيه وبدون تأثيرات كبيره .. مازالت تسمع اسم جاد بين الحين والاخر
على السنت اهله مثل ريم التي لم تعد تأتي كثيرا لزيارتهم بعد زواج شادن .. اما هند والتي منعتها والدتها
لسبب لم تستطع ملك ان تصل له بان تتواصل معها او توطء علاقتها بها كثيرا لا تزورهم ابدا فهن يتحدثن فقط
في المدرسه ..
في يوم كانت ملك عائده من المدرسه وهي تشعر بالملل الشديد .. لقد توفي العم مجد منذ شهر تقريبا ..
كان ذاك في الصباح عندما حاولت سلمى ايقاضه .. فلم يستيقض فقد كان الله قد اخذ روحه ..
ريم كادت ان تصل للجنون في ذلك اليوم .. لقد شعرت ملك بالرعب الحقيقي عندما رئتها تصرخ و كأنها مجنونه ..
الصدمه كانت اقوى من ان تتحملها ..
ربما صراخها والمها لم يكن فقط بسبب والدها .. احست ملك ان ريم كانت تحاول نزع سنين الالم التي عاشتها بعد
ذهاب اخيها وزواجها من ابن اخ سلمى الذي جرعها الامرين على مدى سنتين من الزواج ..
لقد كانت تبكي فقدانها للشيء الوحيد الذي كان يحميها .. تبكي الم ما ستعيشه في ايامها القادمه ..
بعد شهر من وفات العم مجد طلب زوج ريم منها ان تذهب لبيت والدها اذ انه لم يعد يتحمل فقدانها الدائم
للأحساس بما يدور حولها .. فقد باتت صامته طوال الوقت .. لا تقوم بفعل شيء سوى النظر للأمام وكأنها
تعيش بعالم غير العالم الذي هم فيه .. ولكن لم تكن سلمى افضل من ايمن زوج ريم اذ انها الاخرى لم تستقبلها
في المنزل .. بل قالت لها بدل ذلك انها لن تدخل المنزل حتى وقت توزيع الميراث ورؤية حقها في المنزل ..
لم يكن امامها سوى ان تلجئ لبيت ملك وتطلب من والد ملك ان تبقى لديهم فتره كي ترتاح ..
فهي ايضا لم تكن تريد ان تعود لمنزل زوجها الان ..
لقد عاتبها والد ملك كثيرا لانها لم تأتي لهم بعد ما قام به زوجها وقد طلب منها ان تبقى في منزلهم
الى الوقت الذي تريده .. لم تتطور حالتها كثيرا في منزلهم ولكنها كانت تتحدث في بعض الاحيان مع ملك
وتحاول ان تبين لهم ان الامر لم يعد كما في السابق .. كان الامر صعب .. لقد تحطمة حياتها كثيرا في
السنوات القليله الماضيه .. ولم يكن موت والدها سوى نهايه لحياتها ..
صباح الاحد عند استيقاض ملك متأخره بعض الشيء اذ انه يوم اجازه نظرت حولها فلم تجد ريم في سرير شادن
والذي تستعمله هي حاليا .. توقعت انها ستكون قد استيقضت مبكره وذهبت لتجلس مع والدها ووالدتها ..
اخذت حماما سريعا وخرجت بعد هذا لتأكل شيء على الفطار ..
القة التحيه على والدها الذي كان يقرأ جريدة الصباح بينما والدتها كانت في المطبخ ..
وقفت في منتصف طريقها وقالت متسائله بصوت عال – اين ريم ..؟
_ اليست نائمه ..؟
سألها والدها مستغربا فردت عليه نافيا .. قالت والدتها من المطبخ – ربما خرجت لتشتري شيء من السوق ..
نظرت ملك لوالدها وقالت – اعتقد انني اعرف اين هي .. سأخرج لأتأكد ابي ..
_ الى اين ملك ..؟
نادت والدتها فقالت .. – سأعود سريعا ..
توجهت لغرفتها لتغير ملابسها و خرجت مسرعه ..
عند باب البيت كانت ستذهب للمكان الذي تتوقع ان تكون ريم فيه عندما رأت احدهم يقف قرب منزل السيد
مجد .. لم يكن في تصرفه شيء مريب ولكن شكل ذاك الشاب كان جذاب لدرجه تجعل اي شخص مجبر على ان يلتفت له ..
ليست وسامته فقط في سبب هيبته.. بل جسمه الحديدي والذي ينم عن حياة رياضيه طويله عاشها كان يجعل منه يملء المكان الذي يكون فيه ..
بعد ان وجدها تنظر له بتلك الطريقه وذاك التركيز اقترب منها الرجل متسائلا – هل هناك شيء ..؟
ملك ذات السابعة عشر عام لم تكن لها خبره في التعامل مع الناس الذين خارج هذا الحي كثيرا
فقالت متلعثمه وهي تحاول ان تقلب الحال عليه – لا .. ليس هناك شيء ولكن لما تقف هنا ..؟
_ هل هذا ممنوع ..
اجاب بغطرسه فقالت وهي تدير ضهرها – لا ..
وبدت تلعنه وتسير وهي تحاول التركيز على ما هي متجه له .. ولكن صوته اوقفها مجددا مناديا عليها
بـ – انتي ..
فوقفت واستدارت مستغربه وهي تضع علامة الاستفهام على وجهها فقال وهو يشير على باب السيد مجد ..
_ هل هذا منزل ..... السيد مجد ..؟
استغربت توقفه عندما اراد ان يقول السيد مجد .. فردت عليه – نعم .. لماذا تسأل ..
بدا وكأنه غاب قليلا في خيالاته حتى عاد لها بنظره وقال – هل مازالت عائلته تسكن هذا المنزل ..
هزت رأسها مجيبه بنعم .. قال بعد هذا – حسنا ..
صمت قليلا وسأل – هل هو بخير ..؟
شعرت ملك لوهله انه يتحدث مع نفسه .. اذ انه كان ينظر نحوها ولكنها شعرت بانها غير مرئيه اذ ان نظرته
كانت بعيده جدا عنها ..
اجابت – هل تعرفه ..؟
نظر لها الان مستغرب وقال – لم اكن لأسأل ان لم اكن اعرفه .. جيدا ..
لم تعرف لما اضاف جيدا ولكنها قالت له – لا اعتقد انك تعرفه جيدا .. لقد توفي العم مجد منذ ما يقارب الشهر ..
اكملت ثرثرتها قليلا بعد هذا ولكن ذاك الرجل لم يعد يستمع لما تقوله .. لقد كان ما قالته الان كافيا ..
بدأت حدقتا عينيه تجمدان وكانت نظرته فيها بعض التخوف .. هل هو عدم تصديق .. للحضه كان كذلك ولكن بعدها
قال – انتي متأكده ..
_ بالطبع ..
وكأنه يريد منها ان تغير اقوالها – ربما هو ليس نفس الشخص الذي اسأل عنه ..
قال هذا بهدوء وكأنه يترجاها ان توافقه الرأي ولكنها قالت وهي تدير برأسها قليلا – لا اعرف ولكن ما اعرفه اننا
جيران منذ اكثر من عشرين سنه وهذا يجعل امكانية وجود خطا ضئيل جدا ..
بدأ ينظر الان لها بدون اي تعبير .. قال بعد هذا بدون وعي كامل منه – وريم ..؟
استغربت ملك اكثر هذه المعرفه الشديده وقالت وهي لا تريد اطالة الحديث فقد تذكرت
انها ذاهبه لأحضار ريم – ريم تزوجت .. من انت ..؟
ان الفضول يكاد يقتلها .. هذا امر واضح .. ولكنه لم يقدر فضولها بل تحرك بخطوات واثقه ولكن تنفسه
بدا يتضارب بشده .. استدارت نحوه ملك بعد ان تقدمها .. انه يسير نفس الطريق الذي تسير به .. بدت تسير
خلفه وهي تشعر بالتوتر .. هي لا تراقبه ولا تتبعه ولكن لما هذا الارتباك كله ..
لقد وصلت لنهاية الحي .. توجه هو نحو كراج السيارات حيث رأته يقف امام سيارته السوداء قليلا قبل ان يضربها
بقوه احست ملك معها ان السياره تحطمت ولم تعد صالحه للأستعمال ..
ركب بعد هذا السياره وحركها .. وياللعجب فقد استجابت له وتحركت بدون اي مشاكل ..
و سار مبتعدا عن الحي حتى غاب عن النظر ..
ان هذا لغز يحير عقل ملك الان .. من هذا الرجل الذي يعرف ريم ويسأل عنها .. كانت
ستأخذ الامر بشكل طبيعي لو كان قد سأل عن العم مجد فقط .. ولكن بعد سؤاله عن ريم وبتلك اللهفه الامر يبدو غريب اكثر ..
هزت رأسها محاوله ان تعود للواقع وفي ذلك الوقت وجدت سياره تقف امامها .. بعذ تركيزها قليلا رأت
ان من كان داخل السياره ما هو الا وليد .. ابن جيرانهم وصديق طفولتها .. فتحت باب السياره وقالت قبل ان تلقي
التحيه – الى المقبره .. بسرعه ..
_ اهلا بك ايضا ..
ابتسمت له وقالت – وليد ريم اختفت اليوم صباحا .. واعتقد انها ذهبت لقبر والدها .. هيا بسرعه
_ نعم .. نعم اهدئي فقط .. تتحدثين وكانك قد حبستي نفسك لزمن ..
حرك وليد سيارته الجديده والتي حصل عليها للتو بعد حصوله على الموافقه على القياده من ابيه ..
بينما ضلت ملك مشوشه التفكير ..
وصلو اخيرا امام المقبره .. وكان الوضع كما توقعته ملك .. ريم تجلس وهي تستند على قبر والدها
ولكن لا صوت ولا بكاء .. وكأنها من سكان هذا المكان ..
وكأنها ميته فوق الارض .. طلبت ملك من وليد ان ينتظر في السياره بينما نزلت هي ..
ان هذا مخيف .. الهدوء كان يطغي على المكان باكمله .. بينما منظر القبور في هذا الوقت من الصباح هو
الاكثر وحشه .. وكأن العالم هنا ينقطع .. هل هناك عوده من هذا المكان ..
انتشلت ملك نفسها من هذه الافكار وتوجهت نحو ريم بخطى ثابته .. لن تستطيع اقناعها بالخروج من هنا
ان كان قلبها متحطم هكذا ..
عندما وصلت ووقفت امامها رفعت ريم عينيها الذابلتين لملك .. قالت وكأنها طفله – اريد ان ابقى هنا ..
كان صوتها بالكاد يسمع .. واكملت وبدأ البكاء يباغتها – لا اريد العوده ..
لم تقم ملك باي فعل .. ان ما تقوله ريم صحيح .. ان الهدوء هنا يجعل من نفوسنها تهدء ..
ان الحياة هنا تصيب اجسادنا بالنحول وعدم الرغبه بالخروج .. وكأن القبور تنادينا ..
بدأت ملك بالخوف وقالت لريم – يجب ان نعود .. ريم ان ابي وامي خائفين عليكِ .. هيا تعالي .. ارجوكِ . .
مدت ملك يدها ولكن لم يستقبلها احد .. صرخت ريم صرخه جعلت ملك ترتعش هلعا .. وقالت بعدها وكأنها
اصبحت وحش – لقد قلت لك لا اريد ان اذهب .. اغربي عن وجهي .. لا اريد احدا .. اذهبو جميعا ..
بدأت ريم بالصراخ فجأ وبشد شعرها وكان هذا المنظر هو اخر ما تمنته ملك .. بدأت تفقط سيطرتها على نفسها
وبدأت بالتراجع للخلف حتى سقطت على احد القبور فصرخت صرخة رعب ..
_ ماذا هناك ..؟
سمعت صوت وليد من بعيد يقترب حتى اصبح في محاذاتها .. نظرت له بعينيها الدامعتين بينما اقترب هو منها وهو ينظر
لريم التي كانت تبدو كالمجنونه ..
_ لقد فقدت توازني .. شعرت بالخوف .. اسفه لأخافتك ..
_ لا عليك .. هيا انهضي ..
تركها لتقف وتحرك هو نحو ريم التي بدأت تبدي مقاومتها لوليد قبل ان يصل لها حتى .. ولكن لم يكن امامه سوى
ان يحبس يديها عنوه ويحملها الى السياره تحت مقاومتها بتمزيق عنقه و ضربه بقوه ..
لم تمنعه ملك رغم شعورها بالحزن الشديد .. ولكن لم يكن هناك طريقه اخرى لأخراجها من هذا المكان ..
عندما وصلو للسياره كانت مقاومت ريم قد خفت وبدأت تشعر بالوهن حتى استسلمت للنوم و كأنها فارقة الحياة ..
اقتربت ملك مسرعه وهي خائفه ان يكون قد حدث لها شيء ولكن وليد طمئنها بانها بخير ..
هكذا اعادوها للمنزل وقد شعر والد ملك ان حالتها تزداد سؤا يوما بعد يوم ..




يتبـع . .

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://serin.yoo7.com
غيـــاب ..!

غيـــاب ..!


المساهمات : 79
تاريخ التسجيل : 26/03/2011
العمر : 35

زَهرهَ واحدهَ لا تَصنَع صيفَاً . .  Empty
مُساهمةموضوع: رد: زَهرهَ واحدهَ لا تَصنَع صيفَاً . .    زَهرهَ واحدهَ لا تَصنَع صيفَاً . .  Icon_minitimeالسبت أبريل 02, 2011 12:56 pm



لن اكرر نفسي
واردد من جديد .. رائع .. مبدعه ....

..


تعرفين رأيي مسبقا بما تكتبين
زهرة واحده لا تصنع صيفاً
من اجمل الروايات العصريه .. وروايات النت ..

لذا استمري
وموفقه بأذن الله تعالى ..



متابعه معكِ ...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Serin
Admin
Serin


المساهمات : 64
تاريخ التسجيل : 22/03/2011
العمر : 34
الموقع : https://serin.yoo7.com

زَهرهَ واحدهَ لا تَصنَع صيفَاً . .  Empty
مُساهمةموضوع: رد: زَهرهَ واحدهَ لا تَصنَع صيفَاً . .    زَهرهَ واحدهَ لا تَصنَع صيفَاً . .  Icon_minitimeالأحد أبريل 03, 2011 7:17 am

انا ايضا لن اكرر كلامي ..
تعرفين من انتي بالنسبه لي عندما اكتب

فأنا اعرف انكِ من الشخصيات التي لا تقرئ اي شيء
وهذا ما يسعدني لأعجابك بروايتي Rolling Eyes

اتمنى ان تتابعيها معي هنا
وان نبدأها من جديد مره اخرى

^^

شكرا


عدل سابقا من قبل Serin في الأحد أبريل 03, 2011 7:22 am عدل 2 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://serin.yoo7.com
Serin
Admin
Serin


المساهمات : 64
تاريخ التسجيل : 22/03/2011
العمر : 34
الموقع : https://serin.yoo7.com

زَهرهَ واحدهَ لا تَصنَع صيفَاً . .  Empty
مُساهمةموضوع: رد: زَهرهَ واحدهَ لا تَصنَع صيفَاً . .    زَهرهَ واحدهَ لا تَصنَع صيفَاً . .  Icon_minitimeالأحد أبريل 03, 2011 7:21 am


كان الى جانب الطريق ~ 2




بعد ما حدث لريم في المقبره اصبح الوضع في منزل السيد خالد صعب جدا ..
قرر اخيرا وبعد تفكير لمدة اسبوعين انه لا يوجد حل لأخراجها مما هي فيه الا ان يحضرو لها
طبيبه نفسيه تحاول استخراج كل ما يختلج في داخلها .. وهذا ما حدث ..
مرت الايام سريعا وريم تخضع للمعالجه في منزل والد ملك السيد خالد .. ولم تبين اي تمرد عندما كانت
تأتي الطبيبه النفسيه وتتحدث معها .. بل على العكس كانت تتحدث معها بالساعات وهذا ما اثار استغراب
عائلة خالد .. كانت الطبيبه النفسيه تطمئنهم على حالت ريم مره بعد مره ..
وفي يوم عندما كانت قد انتهت من جلستها وبعد ان تركت ريم في غرفة ملك نادت الطبيبه على ملك
طلبا للحديث معها عن شيء . .
كانا والدا ملك في ذلك اليوم خارج المنزل . .
جلست ملك مع الطبيبه النفسيه وبعد ان قدمت لها كوبا من الشاي
بدأت الطبيبه حديثها . .
قالت بهدوء – جاد . .
رفعت ملك نظراتها للطبيبه مستغربه حضور اسم جاد وكأنها للتو تذكرت شيء عتيق للغايه . .
اكملت الطبيبه – هو اخ ريم . . اليس كذلك . .
هناك شيء حول هذا في ذاكرت ملك . . هزت رأسها مجيبه بنعم . . قالت الطبيبه ..
_ هل تستطيعين ان تطلبي منه المجيء ..
علامات الاستغراب الان بدأت واضحه على ملك . . حاولت ان تقول شيء ولكن يبدو ان الكلام قد غاب . .
عادت للحديث مجددا . – اوه .. اعتقد ان هذا صعب .. انه ليس موجود ..
بدت امارات الاسف على الطبيبه وقالت – هل هو صعب للغايه ..؟
ملك كادت تنسى اسم جاد كليا .. كيف عرفت به هذه الطبيبه .. قالت ملك بعد هذا – انه غائب منذ زمن . .
_ زمن ..؟ هل استطيع ان اعرف كيف يكون التواصل بين ريم و السيد جاد . .؟
قالت ملك – التواصل .. اه اخشى انه يجب ان اقول ان جاد مفقود منذ زمن .. اي منذ ما يقارب العشر سنوات ..
_ مفقود ..؟
_ لا اعرف الكثير .. اعتذر ولكن ما اعرفه انه بسبب مشاكل عائليه .. او شيء كهذا ..
لم تحب ملك ان تقول كل ما تتذكره وكل ما سمعته عن هذه القصه القديمه .. ولكنها سألت ..
_ ولكن لم تسألين عن جاد ..؟
قالت الطبيبه وهي تبتعد بأفكارها – ان حديث ريم كله يتمحور حوله . .
لقد ضننت انها تتحدث معي عن اشياء حديثة
الوقوع . . لم افكر ولو للحضه ان ما تتحدث عنه هو ماضِ بعيد هكذا . .
شعرت ملك بالخوف على ريم وقالت – هل هذا خطر . . ؟
تنهدت الطبيبه – الوضع صعب .. ان ريم اختارت اجمل مرحله في حياتها و قررت ان تعود لتعيشها في عقلها الباطن . .
سيكون من الصعب اعادتها لما هي عليه الان . . لا اعرف ان كانت ستتلقى صدمه جديده ان اعدناها مجبره . .

شعرت ملك وكأنها في فلم سنمائي .. ماهذه الاحداث ..
بدأت تشعر بالفضول الدائم لمتابعة حالة ريم وبالتساؤل حول
كيفية العلاج الذي تقدمه تلك الطبيبه .. ان تحليلها لشخصيه ريم يدو دقيق جدا .. اعجب ملك للغايه و جعلها تتعمق في عالم الطب النفسي و الكتب الفلسفيه لطبيعة البشر و كيفية تئثٌر نفسياتهم عاطفيا وعلميا ..
بينما في الجهه الاخرى كانت ريم تتخطب ما بين ماضيها وحاضرها .. كانت تلك الشهور اطول و اقسى الاوقات
التي مرة عليها منذ تركهم جاد . . انها تتمنى الموت في كل يوم تضع فيه رأسها على الوساده . .
لقد ظلمتها الحياة كثيرا .. كثيرا جدا ..
_ ااااه يا صبا .. لقد مرت السنوات سريعا جدا ..
ابتسمت صبا لصديقتها الجالسه امامها في المقهى وقالت – حقا لقد مر الوقت سريعا .. اننا حتى لم نحضى بعلاقات غراميه كباقي الفتيات ..
نظرت لها ملك بحزن واطلقت بعدها ضحكه خافته – هل كنتي تنوين ذلك ايتها المعتوهه ..
_ لا تسأليني .. انها نقطة ضعفي .. لا اعرف كيف استطعت ان ارفض كُل تلك الرسائل ..
_ اووه ...
بدأت ملك الان بالضحك عليها بصوت اعلى قليلا .. وقالت بعدها وكأنها تذكرت – لقد نسيت ..
ماذا حدث مع تلك العائله
التي تقدمت لخطبتك ..؟
بدأت ملامح الاستياء تقتحم وجهه صبا الطفولي والذي لا يكاد يدل على فتاة بعمر الثانيه والعشرين وقالت
_ لقد اوضحو ان اكمال دراستي ليست مشكله بل و قالو انهم يرحبون بهذا الشيء .. فلا اضن ان هناك سبب للرفض .
طريقتها السريعه في قول الامر غريبه .. وكأن الامر يوترها عندما تتحدث عنه ..
كانت هناك معركه داخل ملك وهي تحاول اخراجها .. لا يمكن ان تترك صديقتها لترمي بنفسها هكذا ..
الرفض مكتوب على جبينها بالقلم العريض .. ولكن هذا ماكانت لا تستطيع قوله ..
انها تعرف كم هي فقيرة عائلة صبا
وان والدها موظف حكومي وليس له ذاك الراتب الذي يمكن ان يعيل به عائله من سبع افراد بدون حساب الام والاب ..
هي تشعر دائما ان صبا تحاول ان تضحك دائما وتكون متفائله وبشوشه كي لا تضهر قلبها في الحقيقه ..
لقد زارت ملك منزل صبا اكثر من مره وكان الوضع هناك صعب للغايه .. اذ ان منزلهم صغير وصبا البالغه من العمر الثانيه والعشرين فقط هي اكبر اطفال تلك العائله وهذا ما يزيد الامر سؤا .. ان افراد العائله كلهم صغار و لديهم متطلبات كثيره ..
لقد قررت ان تسعد والديها وتعفيهما من اقصاد الدراسه القادمه .. و تريحمها من مصروفها هي الاخرى ..
_ حقا ..
هذا ما خرج اخيرا من ملك وهي ترسم ابتسامه على وجهها .. قالت بسرعه قبل ان تتحدث صبا ..
_ هل رأيته اذن ..؟
_ ليس بعد ..
قالتها بدون ان يبدو عليها الحماس .. اذن فهي قد سلمت بالامر .. بدأت صبا تنظر للمارين امام باب المقهى
بهدوء .. ملك كانت تفكر بحالت صبا .. لم تعرف هل الزواج بهذه الطريقه جيد .. ليس لصبا فقط بل للشاب
الذي تقدم لخطبتها .. انها لا تملك ذاك الحماس الذي يجب ان يكون لدى العروس وليست لها الرغبه في الحديث عن
الموضوع كما رأت ملك .. انَ نفسيتها مرهقه للغايه .. لو انها تتحدث فقد يساعد هذا على تخفيف الوضع عليها ..

لم تشئ ملك ان تقطع عليها هدوءها .. حملت حقيبتها و كتاب الفلسفه و توجهت للفصل الذي ستبدأ به محاضرتها القادمه ..
رفعت صبا عينيها لصديقتها ولاكنها لم تناديها .. لم تكن تريد الحديث اكثر ..
قررت ان تترك المحاضره القادمه كي تفوتها
وتتوجه للمكتبه للعبث قليلا مع الكتب ..
عند دخولها المكتبه وبهدوء شديد توجهت نحو الطاوله التي لطالما اعتدات الجلوس عليها و الكتابه ..
لقد كان عشقها موجها للكتب منذ صغرها وهذا كان السبب الرئيسي لدخولها لعالم الادب .. ورغم انها
ارادت ان تدخل لقسم الادب الانجليزي فلم تسمح لها نقاطها في درس اللغه الا بدخول الادب العربي ..
لم يزعجها الامر كثيرا فجل اهتمامها كان ان تكون مع الكتب ..
منذ طفولتها كان الكتاب هو الشيء الوحيد الذي يحقق لها امنياتها .. فقد كان والدها يحضر لها كُتب الاميرات
بينما كان عليها فقط ان تتخيل نفسها بمكان البطله وهي تقرأ .. هذا يجعلها تنتشي ولو للحضات حتى انتهاء
القصه .. اخرجت الكتاب الذي كانت تقراه هذه الفتره والذي استعارته منذ اسبوع من المكتبه هذه ..
لمحت وهي تفتح الكتاب في اخر صفحه بعض الكتابات اليدويه ..
بدأت بقرائتها فرأت ان هناك شخص بدأ في كتابة مزاجه بوقت محدد عند قرائته لهذا الكتاب فتبع خطواته بعض
القارئين وقامو بتقليده ..
اخرجت قلمها و كتبت التاريخ والوقت وبدأت بعدها تكتب وهي تشعر ان الدموع ملئت عينيها ..
{ اِلهي .. انت فقط تعلم مافي داخلي .. هدء من شعوري بالكئابه واجعلني اسعد بهذا الزواج .. اِلهي ابعد عني
هذه الافكار واجعلني اتقبل هذا الزواج . . }
بدأت تبتسم ساخره من نفسها على هذه الحماقه التي كتبتها ..
ولكن لم تهتم كثيرا بعد هذا وبدأت تقرأ مجددا ..
قرأت ما يقارب الخمس صفحات ولكنها لم تستوعب شيء .. كأنها تبتلع الكلمات بدون ان تدخل لعقلها ..
اغلقته بعد
هذا بقوه ورمت به على الطاوله ..
زفرت بقوه متوتره وهي لا تعرف ماذا تعرف .. لقد بدأ الامر غير محتمل .. كيف وافقت على هذا ..
بعد شهرين يتمنون ان يكون الزواج .. وهي لديها وقت لتفكر بذلك .. ولكن من البديهي ان توافق اذ انها قد
وافقت على الزواج فلم عساها لا توافق على التوقيت .. وكأنها من الطبقه الراقيه التي تحتاج لشهور حتى
تجهز نفسها .. ان الامر صعب جدا ..
وقفت واخذت حقيبتها معها فأحست بشخص يقترب منها ليقف امامها وهي تمد يدها لأخذ الكتاب الذي تركته على الطاوله ..
كان رجل تراه للمره الأولى في المكتبه .. او ان كانت صادقه في الجامعه كلها ..
لم تعرف ما ان كان يريد التحدث معها او انه يريد الجلوس .. لم تبد اي اهتمام به وبعد ان ابى عن الحركه
سألت – هل هناك شيء ..
بدأت ملامح الاستغراب تغزوه و بدأ يرتبك قليلا حتى قال بعد ان اعاد ضبط نفسه – كُنت ابحث عن هذا الكتاب ..
لم يكن ذاك مقنع كثيرا .. لم تفهم الامر ولكنها مدت الكتاب ولم تتعذر بأنها تريد اكماله ..
وكأنه اراد قول شيء .. ولكن غير رأيه في الدقيقه الاخيره .. ضلت تنظر له قليلا قبل ان تهز رأسها ملقيه التحيه..
تحركت بعد هذا لتخرج من المكتبه ..
وهي تسير في ممرات الجامعه كانت تفكر بأحدى الروايات اللات قرأتهن ..
هل يكون ذلك الشاب الذي قابلته في المكتبه هو بطلها .. القدر بعثه له كي يقرأ ما كتبته في صفحات
الكتاب الاخيره و سيكون هو منقذها .. رفعت يدها بعد هذا وبدأت تعبث بشعرها – يجب ان تطلبي موعدا لدى ملك ..
يبدو انكِ جُننتي ..
قالت هذا وهي تشعر ببداية صداع من شدة التفكير ..
بعد انتهاء المحاضرات وجدتها ملك تجلس على المدرج الخارجي للجامعه حيث انها ضنتها قد ذهبت للمنزل
وكانت ملك في طريقها للعوده ايضا للمنزل ..
_ ماذا تفعلين هنا ..؟
رفعت صبا بنظرها وهي تبتسم مجددا تلك الابتسامه المشرقه – انتظر اميري ..
_ هههههه هذا ما يبدو عليه الامر ..
قالت بعد هذا – الن تغيري رأيك لتأتي اليوم لزيارتي والمبيت ..؟
_ لا ..
قالت ووقفت لتسير مع ملك – ايضا انتي ستذهبين غدا للعمل ..
_ لا تقلقي .. استطيع ان اطلب اجازه ..
_ ملك .. ليس في كل مره . لقد اصبح الام ممل .. الا ترين هذا .. انا بخير .. صدقي ..
_ حقا انا اريد منك فقط ان تأتي لأنني اشعر بالملل وحدي .. لا شيء اكثر ..
_ لن تقومي بتجاربك و بتدريباتك لمعالجة الناس معي ..
_ حقا لا ..
قالت ملك ضاحكه .. فأكملت صبا – حتى ولو .. ليس اليوم .. دعيها لمره اخرى ..
_ حسنا مره اخرى .. ربما تأتي ريم لزيارتنا غدا .. ان لم يكن لديكِ شيء تعالي ..
_ حقا .. ان هذا رائع .. لقد اشتقت لها كثيرا .. سأتي بالطبع ولكن قولي لي اولا كيف حالها ..
_ كما هي .
قالت ملك هذا وكأنها لا تريد ان تخوض مسأله معقده و يائسه اخرى في هذا اليوم ..
_ هيا .. سأذهب الان .. اراكِ اذن ..
قالت ملك هذا واتجهة نحو المنزل سيرا على الاقدام رغم ان منزلها يبعد عن الجامعه بما يقارب
العشرين دقيقه سيرا..
الجو كان بداية الخريف والاوراق المتساقطه تملئ الشارع فكان من الجميل ان تسير ..
في الليل كان كل شيء ساكن .. لم يُسمع غير صوت بعض السيارات من النافذه المفتوحه في غرفة ملك ..
باتت تكره هذه الغرفه .. كره شديد .. بعد موت والدتها و غياب شادن بسبب زواجها من رجل خارج البلد اصبح البيت
وكأنه مهجور . . والدها مازال يشغل وضيفته في الجريده التي تقع في نهاية الحي و مازال يكتب مقالات عن
اصلاح الوطن وانتكاسات الجيل الجديد ومصائب العولمه وما فعلته بنا التكنلوجيا ..
اصبحت علاقتها بوالدها اقوى من ذي قبل بكثير .. لم يعد لهما غير بعض .. تشعر احيانا ان والدها
يصاب بحزن شديد وكئابه لا توصف ان تحدث احد عن مسألة خطوبة ملك او زواجها في المستقبل ..
كان هذا يحزنها بشده .. لقد حاولت في اكثر من مره ان توصل له فكرة عدم رغبتها في الزواج وبأنها
تريد البقاء معه طوال الحياة ولكنها تعلم ان فكرة البقاء وحيد بهذا العمر امر لا يحتمل .. خصوصا بعد ترك الزوجه
لزوجها يصبح كالطفل الضائع .. وهذا ما احست به ملك بعد موت والدتها مباشره .. خصوصا وان شادن كانت قد تزوجت
وتركت المنزل لفتره قبل ان تموت والدتهما .. وقفت بسرعه واشعلت الاضواء الخافته في غرفتها .. كانت الساعه تقارب الثانيه ليلا وقد نام الحي كله .. ولكنها خافت ان تتعمق بأفكارها وتعود للماضي فتبدأ بالبكاء و ينقلب مزاجها ..
التفائل هو ما تعلمته حتى الان وهو ما جعلها تتقدم بحياتها بهذه الطريقه الملحوضه .. ليست مستعده لرمي نفسها
في ذكريات لم تعد تستطيع ان تحصل على شيء منها سوى ابتسامه لوهلهه .. انها تؤمن بالقدر وتقبل بكل شيء
يكتبه الله .. تؤمن ان الحزن يجب ان يكون كالفرح .. شعور يجعلنا نتماسك و نكون اقوى و اكثر تقدما من ذي قبل ..
يجب ان لا نستلسم لأي شيء .. فعند اول محطه نستسلم لن يكون هناك تقدم ..........
او حتى عوده ..
هذا ما تعلمته من الطبيبه النفسيه التي تعمل تحت امرتها وفي مكتبها .. وهذا ما تحاول ان توصله لكل شخص
يتحدث معها عن حياته التي هُدرت .. وضاعت بسبب ازمه مره بها او بسبب مشكله قام بها ..
منذ علاج ريم بدأت ملك في تتبع خطوات الطب النفسي وفهم ماهيات النفسيات البشريه و محاولت فهم كيفيت
مساعدة الناس الذين حطمهم الزمن .. بعد ان رأت تحسن ريم بأم عينيها على يد الطبيبه النفسيه التي احضرها
والدها والتي تعمل تحت اشرافها ملك الان وهي بدأت بعشق هذه المهنه ..
بدأت بقرائت الكتب الفلسفيه والنفسيه قبل ان تدخل قسم الطب النفسي وعند دخولها الجامعه رأت الطبيبه
جود والتي كانت تعطيهم محاضرات في الجامعه ان ملك فتاة لها مستقبل حقيقي في هذا المجال .
قله من الطلاب كان يملك ذاك الحماس و تلك المعنويه العاليه لهذا المجال و التحدث عنه ..
بعد سنتين ونصف من الدراسه لم تستطع جود الا ان تطلب من ملك ان تقوم بالسنوات المتبقيه لها في الجامعه
بالتطبيق لديها والدراسه في آنً معا .. عرفت ان هذا سيكون مرهقا لها ولكن الدروس العمليه ستكون
هي الطريقه الوحيده لاخراج تلك الموهبه في محاورت الاخرين التي تملكها ملك .. وهكذا
بدأت ملك بالذهاب اربع ايام في الاسبوع لعيادة الطبيبه جود للعمل و قد مضى على ذلك ما يقارب العام ..
لقد اصبحت العياده بالنسبه لها اهم من الجامعه .. فهناك بدأت تلتقي بأناس يبحثون عن ارواحهم الضائعه ..
لم تكن تقوم بجلسات علاجيه ولكنها كانت تبدأ مع المريض دائما لتسجل معلوماته وما تستطيع ان تعرفه عن حياته
الشخصيه و مشاكله .. كان ذاك كافيا لها لتشعر بكميت احتياج البشر للطب النفسي مهما كانت مشاكلهم النفسيه صغيره ..
هذا ما حدث لملك في هذه السنوات الخمس عشر التي مرت بها ..
في صباح اليوم التالي استيقظت ملك على صوت المنبه متعبه و غير قادره على النهوض من السرير ..
لقد اطالت السهر الليله الماضيه وهذا ما لا تقوم به عادتا ان كان لديها عمل ..
ولكن كان لزاما عليها ان تُجبر نفسها على النهوض ..
بعد اخذ حمام سريع وتغير ملابسها خرجت من غرفتها وهي تحمل حقيبتها لتلقي على والدها التحيه و تتوجه للعياده ..
لم يكن خالد قد استيقض بعد .. اثار استغرابها قليلا فدخلت لتطمئن عليه ولكنها وجدته يغط في نوم عميق
خرجت مبتسمه من غرفته و لم تكن تشتهي اكل شيء ذاك الصباح فتوجهت نحو العمل متكاسله ...
عند اول تقاطع لها وقبل ان تطلب سيارة اجره لتقلها الى العياده عند قطعها للشارع جائها اتصال هاتفي
فدست يدها في جيبها لتخرج الهاتف وفي تلك اللحضه جائت سياره مسرعه جعلها صوت المحرك عند محاولة
السائق ايقاف السياره ترتعب وتفلت الهاتف من يدها ليقع ارضا بينها هي ضلت جامده في مكانها لا تقوى على الحراك ..
_ هل انتي بخير ..
بدأت تساؤلات الماره تصلها فتعيدها قليلا لما حدث .. حتى انتهبت ان هناك مجموعه من الناس حولها
تحاول ان تطمئن عليها فأبتسمت لهم وقالت وهي تتلعثم بحديثها – نعم .. نعم انا بخير شكرا ..
بدأ صوت (زمور) السياره بالارتفاع فجأ مما جعل الناس تنفض من حول ملك لتتيح للسيارات السير ..
كان ذاك الصوت من السياره التي كادت تصدم ملك .. بدأ الرجل ينظر لها منزعج وكأنها هي من قام بهذه
المشكله .. لم تكن تريد افتعال مشكله رغم انزعاجها من موقفه البارد .. لم يكلف نفسه حتى ان ينزل ليرى ان كان
قد حدث لها شيء .. تحركت بعد ان رفعت هاتفها الذي انطفء بعد وقوعه من يدها وسارت مسرعه نحو رصيف المشاة ..
_ ملك ..
سمعت احدهم يناديه فألتفتت لترى وليد يقف قرب سيارته على بعد خطوات منها .. تحركت نحوه
فقال – هل حدث لكِ شيء ..؟
سأل مستغرب بعد ان رئا وجهها المصفر .. قالت – لا شيء .. كدت ان اموت بحادث سياره فقط ..
_ ماذا .. هل انتي جاده ..؟ هل انتي بخير ..
_ اهدء اهدء .. نعم انا بخير .. هذا فقط من اصيب بشده ..
ورفعت هاتفها منزعجه من شاشته المحطمه ..
_ هذا افضل .. لقد ارعبتني ..
_ ولكن ماذا تفعل هُنا .. الا يجب ان تكون الان في الشركه ..؟
_ نعم يجب انا في طريقي اليها .. لقد تأخرت قليلا .. تعالي لأوصلك للعمل ..
ابتسمت وركبت معه السياره .. قالت بعد هذا وهي تنظر للساعه .. – لقد تأخرت انا الاخرى كثيرا ..
_ لم يكن الامر بيدك ..
_ اشعر بصداع ..
قالت هذا وهي تمسك رأسها بقوه .. فقال وليد بسرعه – هل أخذك للمشفى ..؟
_ لا .. لاحاجه .. احتاج فقط لبعض القهوه ..
_ حسنا اذن .. لن اصل عليك .. ولكن ان حصلة لكِ مضاعفات لا تنسي الذهاب للمشفى ..
_ نعم .. هذا اكيد شكرا ..
_ انا في الخدمه دائما ملك ..
ابتسم لهه عندما توقف عند باب العياده .. بينما فتحت هي الباب ونزلت حامله حقيبتها ..
ترددت قليلا قبل ان تعود لتجلس وتقول – وليد .. اعرف انني مزعجه ولكن حقا لا اريد الذهاب لمحل تصليح الاجهزه ..
_ اعطني اياه فقط ..
قال هذا قبل ان تكمل حديثها فضحِكت واعطت هاتفها له .. – ارجوك قل لهم ان يستعجلو اذ انني لا استطيع العيش
بدونه .. و شيء اخر ..
نظر لها وكأنها تلك الطفله الصغيره التي كان يلعب معها دائما حتى عندما تصبح انانيه وتحاول الحصول على كل
العابه لم يكن يعترض بتاتا .. اهم شيء كان بالنسبه له هو ان تكون ملك مبتسمه .. واستمر الحال على حاله الى الان..
_ شيء اخر ..؟ ماذا ..؟
_ لن اعطيك الان المال ..او بالاحرى ليس لدي الان .. ادفع انت وانا سأعديك فيما بعد ..
_ هيا اذهبي .. ستتأخرين على عملك وكفي عن هذه الترهات ..
ابتسمت له وهي تعرف انه سيقول هذا وخرجت من السياره .. ضل هو منتظر حتى دخلت العياده ثم حرك
السياره واتجهه نحو الشركه اذ ان اتصالات والده اصبحت كثيره بينما هو قد وضع الهاتف على الوضع الصامت
عندما جائت ملك ..
عند دخولها العياده القت التحيه على ساره موضفت الاستعلامات والسكرتيره الخاصه بالطبيبه جود
وجلست على الكرسي امامها ..
_ هل هناك قهوه .. اشعر بالصداع الشديد ..
_ نعم .. يوجد هناك .. هل احضر لكِ ..؟
_ لا .. لا حاجه انا سأسكب لنفسي ..
كانت ستتوجه للمطبخ الخاص بالعياده عندما قالت لها ساره –لقد حاولت الطبيبه جود الاتصال بك ..
_ اه .. كانت تلك اذن هي .. ماذا هناك ..؟
_ اتصلو بها من المدرسه وبلغوها ان ماسه الصغيره مريضه جدا .. ولان زوجها مسافر كان عليها ان تذهب لتحضرها
وقالت انها لن تعود اليوم وستبقى مع ماسه ..
_ ااه .. ماذا سنفعل اذن مع مواعيد المراجعين ..؟
_ اتصلت بمعضمهم واعتذرت عن استقابلهم اليوم .. ولكن البعض لم يجب على اتصالاتي ..
_ كيف حال ماسه اذن ..؟
_ لقد اتصلت بها منذ قليل .. انها بخير .. انفلونزا و بعض الحمى .. سببها بداية فصل الشتاء ..
_ الحمدلله .. حسنا سأدخل للمكتب ..
دخلت ملك مكتبها وتوجهت فورا لهاتف المكتب لتتصل بجود وتطمئن علي ماسه الصغيره ..
دخل احدهم من باب العياده فرفعت ساره نضرها له مبتسمه وهي ترحب به – مرحبا سيدي ..
بخطوات واثقه وصل الى امام مكتب ساره ليبقى واقفا وقال – جود هُنا ..؟
ابتسمت له مجبره ومأخوذه من سحره .. لم يكن بتلك الوسامه ولكن به شيء يجعل منه شبيه بنجوم
السنما بشكل كبير – اعتذر سيدي ولكن الطبيبه جود ليست هُنا .. هل لديك موعد مسبق معها ..
رد وبدا عليه الانزعاج – متى ستعود ..
_ اعتقد اني يجب ان اعتذر منك .. حدث معها شيء خارج عن ارادتها مما ادى الى عودتها للمنزل ..
ولكن سيدي هل لديك موعد معها ..؟
*وكأنها ازعجته بأصرارها فقال– هل هذا مهم جدا ..
_ نعم .. فأنا استطيع ان اعطيك موعداً للغد ان كان لديك موعد ..
قالت بعد هذا مواصله – هذه هي المره الاولى التي تزورنا هنا .. اليس كذلك ..؟
_ نعم .. هل هناك شيء ..؟
_ نعم .. الطبيبه ملك خالد موجوده .. يمكنني ان ادخلك لها ..
ضل يتأملها قليلا فأحمرت وجنتا ساره ضنن منها بأنه شارد بملامحها .. بينما اعاد هو عليها الاسم بهدوء ..
_ ملك خالد ..؟
_ اه .. نعم سيدي .. هل تود ان تدخل لها ام تريد الحصول على موعد اخر ..
نظر لساره قليلا وهو يفكر وقال بعدها – سألتقي لها ان كان هذا ممكنا ..
_ نعم بالطبع .. لحضات كي اخبرها فقط ..
تحركت ساره وتوجهت نحو مكتب ملك لتطرق الباب وتدخل بعدها .. اغلقت الباب و قالت بهدوء ..
_ اعتقد ان هناك مريض جديد .. هل لديكِ وقت لتفتحي له ملف ..؟
رفعت ملك عينيها عن الاوراق التي كانت تقرأها وقالت – نعم بالطبع .. ادخليه ..
_ ولكن ملك .. تماسكي .. لا تقعي تحت سحره ارجوك ..
_ مابك ايتها الحمقاء ماهذا الكلام ..
_ تقولين هذا الان فقط .. سأعود لكِ بعد ان يخرج لأرى انطباعك عنه ..
ضحكت ملك عليها و قالت لها – ادخليه وكفي .. لقد جعلتني اتوتر ..
ابتسمت لها ساره وتمنت لها حضا موفقا فجعل هذا ملك تطلق ضحكه قويه .. خرجت بعد هذا لتطلب من الرجل الواقف
بالخارج ان يدخل وقد كان جلس على الكرسي امام مكتب ساره ..
وقفت ساره امامه وقالت مبتسمه – تفضل سيدي ..
وكأنها لا تتعامل مع مريض .. هذا ما احست به ساره .. هل يمكن ان يكون لشكل الشخص و هبته هذا التاثير على من
حوله ..
دخل الرجل الى مكتب ملك وكانت هي تنتظره خلف مكتبها واقفه ..في العقد الثالث من عمره
رجل ذو منكبين عريضين .. وكأنه مارس رياضة رفع الاثقال او المصارعه في حياته طويلا ..
كما قالت ساره شيء من السحر يتحرك معه ليجعل كل من يمر بهم مجبرين على الانتباه له ..
ثقه قويه بالنفس تجعل وجوده في العياده وكانعه في المكان الخاطئ قليلا ..
هذا ما قالته لنفسها قبل ان تختفي الابتسامه التي رسمتها على وجهها
وتضهر مكانها صدمه بعد ان طابقت ملامحه مع ملامح ذاك الشخص .. انه هو .. ذلك المتهور الذي كاد يصدمها هذا الصباح ..
كانت ستصرخ عليه ولكنها التزمت الصمت بعد هذا وقالت في نفسها – اهدئي ملك .. اهدئي هذا مريض ولا يجب ان تقولي شيء ..
اعادت الابتسامه مسرعه لوجهها وقالت له – اهلا .. تفضل سيدي ..
تفحُص كامل لملامحها .. عينيها العسليتين ذوات الرموش الطويله .. ابتسامتها التي عرف انها ليست حقيقيه .. هناك غمزه على خدها الايمن .. يجب ان تكون تلك علامه له ولكنه لا يذكر ملامح تلك الطفله جيدا .. من الصعب التكهن .. ابتسم بعد هذا وكأنه تذكر شيء وجلس امامها على الكرسي مقابل المكتب ..
_ لقد التقينا منذ قليل .. انتي الفتاة التي كُنتي تعبرين الشارع بشرود اليس كذلك ..؟
هل هذه وقاحه .. ام انه يتحدث بجديه .. اللوم يقع عليها برأيه اذن .. لهذا لم يكلف نفسه ان ينزل ليراها ..
قالت وهي لا تزل تجبر نفسها على الابتسام – اه اعتقد ان الخطأ كان على كلينا ..
هل هذا مسلي .. لم تفهم معنى ابتسامته ولكنها قالت – هل يمكنني ان اعرف اسمك سيد ..؟
_ جاد ..
قالها فقط .. استغربت ولم تعرف ان كان من الجيد ان تسأل عن كنيته ام لا ..
لم تدقق بالامر واكملت – هل هذه هي زيارتك الاولى لطبيب نفسي .. ؟
_ لا ..
_ هل نذهب لنتحدث على تلك المقاعد ..؟
اشارت على مقعدين متقابلين بينهم طاوله مستديره في الجهه الاخرى من الغرفه مخصصه للمعالجه
والحديث الطويل للمرضى النفسيين ..
_ ليس بذاك الفرق ..
قال هذا وهو ينظر لها .. ابتسمت وهي لا تعرف كيف تتعامل مع هذا الشخص ..
لا يبدو عليه انه قادم لطبيب نفسي او ليتعالج .. حسنا جيد ان يكون الانسان مخفي او غامض بعض الشيء
بالاحرى ليس غموض ولكن هناك فراغ في عينيه ..
لا يهتم لشيء ..؟ هل هذا ما هو عليه الامر .. ليس هناك شيء مهم في حياته ..؟ ماهذا البرود المحيط به ..
لم تعد تعرف كيف تستمر معه .. ان هذا صعب رغم انه لم يبد اي معارضه او تمرد على اسألتها ..
حاولت ان تطري الجو قليلا فقالت – اعتقد ان من اعطتك اسمك هي امك .. هل انا محقه ..؟
لقد بدا يضهره قليلا .. الانزعاج .. ام هل هذا غضب ..؟ لم تفهم ماهي تلك النظره التي وجهها لها
قبل ان يقول – لماذا ..؟
حاولت ان لا تتأثر بنظراته لها وقالت – حسنا .. الا تعرف معناه ..؟
نظر لساعته وبدأ يطرق قليلا بأصابعه على المكتب وكأنه يفكر وقال لها بعد ذالك – يجب ان اذهب ..
قال هذا فأستغربت .. قالت له – اعتذر .. هل ازعجتك ..؟
اعاد نظره لها .. – لا .. حسنا سأبقى قليلا .. اذن .. لم تقولي لي مايعنيه اسمي ..
ماهذا .. هل بدت منزعجه لأنه سيذهب .. هل هذا ما يضنه ..؟ ماهذا الذي يحدث هنا ..
حاولت ان تفهم ولكن بهدوء .. اكملت معه – ان الجاد هو حجر كريم نادر وثمين للغايه .. يقول البعض انه
يوجد في الهند فقط لهذا هو غالي جدا .. ولهذا اعتقدت ان والدتك هي التي اعطتك الاسم
ابتسم بسخريه ولم تعلم لم وقال – هل رأيته من قبل ..
قالت مبتسمه – لا .. في الصور فقط ..
رد عليها – الأنه غالي الثمن ..؟
لم تفهم قصده من السؤال فقالت _ شيء من هذا ..
_ هل يعجبك ..؟
استغربت سؤاله الذي لم تعرف الى ماذا هو موجهه .. قالت بهدوء – ماهو ..؟
محاولا الا يضهر سخريته منها قال – لستُ انا بالطبع .. حجر الجاد ..
_ نعم .. شكله جميل للغايه ..
انزعجت عندما قلب دفة الحديث وبدأ بتوجيه الاساله لها فقالت – ولكن سيد جاد .. لم تقل لي الى الان سبب حضورك ..؟
حسنا .. ليس هناك طريقه اخرى لتجعله يتحدث ان كانت لديه مشكله في الاصل .. فقد بدأت تشك ملك ان هذا الشخص يمكن ان تجعله مشكله مريض نفسي ..
قال – ااه .. سبب حضوري .. لقد جئت لألتقي بجود ..
لم تفهم كثيرا فأستفسرت – نعم اعرف .. اقصد هل هناك مشكله كُنت تريد ان تعرضها على الطبيبه جود ..
_ ليس تماما .. لم ارها منذ مده لهذا جئت لزيارتها .. هل هناك مشكله .. ؟
هل يمزح ام انه يحاول اغاضتها .. مابال هذا الرجل .. لم يرها منذ زمن .. لم تجرؤ على التفكير انه من معارف جود ..
قالت – انت لست هُنا لان لديك مشكله نفسيه ..؟
_ مشكله نفسيه .. ؟؟
قال وكأنها صدمته بهذه الحقيقه .. انه يتسلى بهذا .. هذا ما احست به من خلال طريقته في الحديث فقالت
_ يبدو ان الامر وصل بشكل خاطئ لساره .. اقصد السكرتيره .. اعتذر لأخذ هذا الكم الهائل من وقتك ..
هل تلك كانت كلمات جيده .. هي لم ترد ان تقول ذلك .. ارادت ان تقوم بتهزيئه ولكن شخص كهذا لن يسمح لها
وربما سيتشاجر معها فشكله لا يبدو انه من الرجال الذين يسامحون ابدا .. لتنهي الامر فقط فهي لم تعد تطيق التفكير ..
هل كل ذلك كان سخريه منه .. اللعنه عليه ..
_ لا عليك .. لم تأخذي شيئا من وقتي ..
وقال بعد هذا بينما شعر بها وقد كبتت حجم هائل من الغضب داخلها .. – الى اللقاء ..
تحرك نحو الباب ولم تقل له شيء .. اغلق الباب فوضعت رأسها للخلف وقالت – اللعنه ..
دخلت ساره مسرعه وعينيها تلمعان بعد ان رأته .. ضلت ملك تنظر لها بصمت ولم تعرف ساره مغزى تلك النظرات
فقالت – ماذا اذن ..؟ هل اخذ لسانك مع قلبك ..
ليس وقت مزاح بتاتا .. – ماذا قال لك حتى ادخلتيه الى هنا ..؟
_ ماذا تقصدين ..؟
سألت ساره مستغربه فقالت ملك منزعجه – انه من معارف جود ايتها الحمقاء .. لقد كان يسخر مني كُل ذاك الوقت ..
كم هو شخص فضيع ..
قالت هذا ووقفت لتضع احد الملفات في الدرج بتوتر ..
بعد ان فكرة ساره قليلا قالت وهي تضحك – حقا .. يا الهي هل يمكن انني فهمت طلب رؤيته لجود خطا ..
_ هذا امر مؤكد .. يبدو انك بعد ان رأيته لم تعودي تسمعي شيء ..
_ هل تريدين ان تقولي انه ليس بساحر .. ان نظراته حقا هي تلك التي تسمى قاتله ..
ضحكة ملك – حقا لست بمزاج للضحك .. ولكن هناك شيء من الصحه في كلامك ..
كانت ساره تريد ان تهاجم على كلمة ( شيء من ) ولكن ملك قالت لها قبل ان تكمل ..
_ دعينا منه .. ليس الوسيم الوحيد في العالم .. هل الغيتي المواعيد جميعها ..؟
_ نعم .. لقد اتصلت جود منذ قليل وقالت اننا يمكن ان نغلق العياده ونعود للمنزل اليوم ان كنا قد الغينا جميع
المواعيد ..
_ حسنا ... تستطيعين الذهاب .. لدي بحث سأكمله ومن ثم اذهب .. لا تقلقي سأغلق المكتب جيدا ..
نظرت ساره لها وقالت – هل ابقى معك ..؟
_ لا .. بالطبع لا .. اريد هدوء وانتي اخر شخص يمكن ان يؤمن هذا الشيء ..
ضحكت ساره وقالت – انني المتسببه بهذه الاهانه لنفسي .. لم يكن يجب ان اشعر بانك ستبقين وحدك ايتها المعتوهه ..
قالت ساره هذا وخرجت وهي ضاحكه من المكتب .. بعد ان ارتدت ملابسها وتهيئت للخروج عادت لتودع ملك وتذهب للمنزل ..
بعد ان انتهت ملك من عملها واغلقت باب العياده خرجت لتنتظر سيارة اجره لتقلها للمنزل .. ولكنه كان هناك
في انتظارها امام باب الخروج من البناية التي تقع العياده بها .. نظرت له وابتسمت وهي ترفع عينيها للسماء ..
خرج هو من السياره وقال – هيا .. الن تركبي لأوصلك ..؟
تحركت نحوه وقبل ان تدخل وهي تمسك بمقبض باب السياره قالت – اليس الامر اكبر من ان يكون صدف ..؟
هز وليد رأسه وهو يعبث بشعره وبدت عينيه الفضيتان تلمعان – اعترف انني كنت في انتظارك لأوصلك ..
_ هذه المره فقط ..؟
ضحك وقال – لقد زادت ثقتك بنفسك موخرا كثيرا ..
ضحكت عليه ودخلت السياره .. ارتجفت قليلا من برودة المقعد فقال لها – هل تشعرين بالبرد ..
_ لقد بدأ فصل الشتاء بالتقدم .. الشعور بالبرد امر طبيعي ..
نظر لها قليلا و بسخريه قال – لم اعرفك .. هل تصدقين ..
_ هههههههههههههههههههه
بدت ابتسامتها وكأنها بلسم لروحه .. لقد بدأ شعوره تجاهها يزعجه جدا .. لم يعد يطيق التعامل هذا ..
لم يعد يريد ان يتعامل معها كما كان في السابق ولكنه في نفس الوقت لم يكن يريد ان يتغير ..
بدت فكرة تحويل ملك لحبيبه مزعجه بالنسبه له .. المصارحه ليست فكره جيده الى الان .. هو ليس متأكد ان
كان ما يشعر به هو فقط لأنها اصبحت أمراه ناضجه وجميله للغايه .. لن يخطو خطوه يمكن ان يندم عليها في المستقبل ..
بهدوء فقط .. هذا ما كان يفكر به وهو يقود نحو منزلها .. قال بعد هذا وهو يقطع على نفسه حبل افكاره ..
_ كيف هو العم خالد ..؟ لم اره منذ زمن ..
_ لقد جاء والدك لزيارتنا منذ مده .. ابي بخير وصحته في الايام الماضيه بدت جيده للغايه..
_ هذا عظيم .. ابلغيه تحياتي ..
_ حسنا ..
كان لدى ملك شيء تريد ان تقوله ولكنها لم تعرف كيف تبدا وماذا تقول ..
_ ماذا هناك ملك ..؟
قال لها وليد عندما رأها مرتبكه .. ابتسمت وقالت له – هل يبدو علي الارتباك ..
ابتسم لخجلها وقال – لا .. ولكني اعرفك عندما يكون لديك شيء تقولينه ..
_ هند ..
زالت الابتسامه من على وجهه .. ولم يقل شيء .. احست بأنزعاجه وقالت بضجر ..
_ وليد .. انا اتكلم جاده .. اليس لديك النيه في النظر بموضوعها مره اخرى ..
_ صدقا ملك .. لا استطيع ان اتصور نفسي ارتبط بفتاة تقدمت لخطبتي ..
كانت سخريته جارحه .. انزعجت ملك منه وقالت – تعرف جيدا انها لم تقل شيء عن الزواج .. لقد قالت مشاعرها
فقط .. هل هذه جريمه ..؟
_ تجبريني على ان اقابل مشاعرها بالمثل ..؟
_ لا اجبرك .. ولكنك لا تعطي نفسك فرصه .. ليست بمصيبه ان اعترفت الفتاة بما تشعر به .. الا يجعلك هذا مسرورا
ان فتاة بجمال هند تحبك ..
احست ان جملتها الاخيره تافهه .. ولكنها لا تعرف كيف توصل له فكرة ان هند تكاد تجن عليه ..
_ لا اشعر بشيء نحوها .. انها بالنسبه لي اخت ..
_ وكأنك عشت حياتك معها .. لو قلت انك تراني كأخت سأصدق ولكن هند .. ان الامر هذا لا يصدق فغيره ..
لا يعرف لم هذا الكم من الانزعاج .. قال لها – ولكني لا اراكِ اختا ..
قالت وهي تمثل الانزعاج – ايها اللئيم .. وانا التي اقول لوالدي دائما ان لا يقلق علي ابدا اذ انه لدي اخ حقيقي ..
_ اللعنه ..
صاح وهو يضرب المقود بعد ان توقف بشكل خطر جدا .. فقالت له – ما بك وليد ..
نظرت للأمام وردت معنفه – ان الحق للمشاة .. ما هذا التهور .. يبدو انه يجب ان اصاب بحادث اليوم كي ترتاح السيارات ..
نظر لها وقال – لستِ مضحكه ..
استغربت طريقته وانقلابه المفاجأ وعلت ضحكتها عاليا قائله – حسنا حسنا .. انسى الامر .. مع انك حطمت فؤادي
فأنت لا تعرف كم اتوق لرؤية اطفالك ياصغيري ..
_ هل ستستمرين بهذه النكات التافهه ..
_ هههههههههههه .. لا .. لقد انتهيت .. اذ اننا وصلنا ..
لم تعرف بتاتا ما يدور في رأس وليد ..
ان الانزعاج هذا كله لأنها اعترفت بشعورها نحوه ..
ربما قبل فتره كان هذا الاعتراف سيكون مفرح منها لشعورها بالامان و الاخوه هذه تجاهه ولكن
الان بدا مزعج جدا .. رغم انها ملك فهو لم يتحمل سماع حديثها اكثر .. لم يجبها بمزاحها وضحكاتها التي كانت تنثرها
بدون ان تعرف تأثيرها عليه .. لم تنزل عندما توقف امام باب منزلهم بل قالت له – فكر جيدا وليد ..
لم يجبها فقالت – انا حقا اشعر بالشفقه على هند .. لا اقصد التضحيه بك ولكن سلمى تريد تزويجها برجل اعمال كبير في السن .. ستحطم حياتها من اجل بضعة اوراق تقديه
_ ومن قال لك ان سلمى ستقبل بي ان تقدمت لخطبتها ..
لقد طعنته بسكين حاد جدا عندما اشرق وجهها بأبتسامه عندما احست بتجاوب منه – ان اسم والدك ليس صغير في السوق .. المحاوله لن تضير .. ثم ان سلمى تريد الزواج ولهذا هي تريد ان تتخلص من هند وتزوجها بأسرع وقت ..
_ هل ستكونين مسروره ان قمت بذلك ..؟ سأفعلها من اجلك صدقيني ..
ارادت ان تجيب ولكن نبرته جعلتها ترتجف للحضه .. لم تعرف لم ولكن هذا الحزن في صوته لم يمر عليها من قبل ..
في اسوء احواله وليد كان يمزح ولم يتحدث معها يوما عن مشكله واجهته او طلب منها مساعده بشأن شيء ..
دائما جانبه المرح والمازح هو ما يقابلها ولكن ماباله الان .. هل الامر صعب هكذا .. احست بالخوف في التورط بمسألة
حياة وليد .. فهو غالي عليها جدا .. قالت بعد ان ابتسمت – ستكون مشاعري كمشاعرك .. فلا تؤذيها ..
ادار عينيه الفضيتين لها فلمحت بهما حزن عميق .. لم يكن حزن بقدر ما كان ضياع شيء ..
ابتسمت وتوجهت للمنزل .. دقات قلبها جعلتها ترتعب من سؤاله والتعمق اكثر .. اخافها ان يقول شيء لا تستطيع ان تساعد به .. الجهل يكون احيانا افضل بكثير من معرفة شيء يحطم حياة كامله ..
عندما دخلت المنزل كان والدها كالعاده يقرأ الصحف وهو يتابع التلفاز بينما سمعت صوتا يأتي من المطبخ ..
تحركت قبل ان تسأل والدها ودخلت لتسمع ضحكات قبل ان تدخل .. اشرق وجهها وصرخت عندما دخلت المطبخ ..
_ كلاكما .. ان هذا كثير حقا ..
قالت هذا واحتضنت اختها شادن التي لم تقابلها منذ ما يقارب الشهرين .. بينما غسلت ريم يدها واحتضنتها هي الاخرى وقبلتها رغم ان اخر لقاء بينهم لم يكن بعيدا جدا ..
_ شادن .. لم لَم تقولي لي انكِ قادمه .. لقد كنت انوي ان اتصل بكِ اليوم واطلب منكِ المجيئ لقضاء عطلة الشتاء معنا ..
ردت عليها شادن – الم اخبرك عند اخر اتصال انني سآتي عند اول عطله .. كنت سأتي قبل العطله ولكن تعرفين انني
لا استطيع بشأن مدارس الاطفال ..
_ نعم اعلم .. ولكن ماذا لدى ريم .. جيد انكِ اتيتي فنحن لا نراها الا عند المناسبات ..
_ ملك .. لا تكوني كاذبه .. لقد جأت منذ اسبوعين فقط ..
_ نعم .. كأننا لا نعيش بمنطقه واحده ..
ردت عليها ريم بينما كسى الحزن وجهها – كأنكي انتي لا تعرفين من مَن انا متزوجه ..
حل الصمت على الجميع .. ان الامر ليس وكأنهم يتجنبون ان يتحدثو عن ايمن زوج ريم الذي لا يوجد احقر منه
في كل الدنيا .. ولكن ريم تطلب دائما عدم الحديث عن مشاكلها الزوجيه فكما تقول ( لا يوجد لمشاكلي حل .. فدعوني استمتع بالحديث على الاقل بهذه الدقائق بدون ذكره ) ..
_ حسنا اذن .. استمعن لي .. لقد قمتن بطبخ الغداء .. اليس كذلك ..؟
_ بالطبع .. هل تضنين اننا سننتظرك ايتها المريضه اوه .. اقصد الطبيبه النفسيه لتأتي بهذا الوقت وتبدئيه ..
ضربت ملك اختها بخفه على تعمدها بالخطأ وقالت – اذن .. سأذهب لأغير ملابسي واعود لنسكب ونأكل ..
_ اه ياعزيزتي كم اتعبتي نفسك .. الهذا السبب انتي نحيفه لهذه الدرجه ..
نظرت ملك لبطن اختها الذي بدأ يكبر بعد والدتها الثانيه وقالت لها – بل هذه الرشاقه تأتي بحميه .. وليس من الارهاق .. ايتها الغيوره ..
ضحكت شادن وريم على ملك التي توجهت لتلقي التحيه على والدها وتذهب للغرفه .. قبل ان تدخل غرفتها
دخلت غرفة والدها اذ انها عرفت بأن صغيري شادن نائمان هناك .. كانا كالملائكه نائمين فأغلقت الباب بهمس حتى لا
تُقضهما ..
كانت السهره في ذلك اليوم طويله ومسليه للغايه .. حاولت ريم ان تنسى ايمن كليا و ساعدتها شادن وملك
على ذلك .. اذ ان اكثر الاحاديث كانت حول العالم و النكات و مايحدث مع الناس من حولهم ..
ومن احتل القسم الاكبر من الحديث هما تالا وتيم طفلا شادن ومغامراتهم ..
ريم كانت تحاول الابتعاد فقط .. بفتح اي حديث والضحك على اي شيء .. فقط للهروب ..
كان استرجاع ذكريات ريم وشادن جميل جدا بالنسبه لملك .. احيانا عندما تسمع احاديث الناس تبدأ بتشخيصها
النفسي فورا ولكن حالما يكون الموضوع حول ريم فهي لا تستطيع ان تشخص شيء .. فهي تعرف المآسي التي
مرت بها و ان ارادت فيجب عليها ان تجد طريقه لمواساتها ومساعدتها او ان تبقى بعيده عن مشاكلها التي يوجد
حلها بيد ريم فقط ..
في وقت متأخر نامت الفتيات في ذلك اليوم ..
بالسماح لها ليلتان في منزل السيد خالد كان ذلك شيء غريب على ايمن .. ولكنها عرفت بأنها ستعود للشقه
لتجدها في فوضى عارمه من بقايا سهراته مع الشلة الحقيره التي يعرفها .. طلبت من سائق السياره ان ينزلها
في بداية الشارع الذي كانت تسكنه .. تريد ان تطيل الوقت .. لا تريد ان تلتقي الان بأيمن ..
لم تعرف من قبل انها تستطيع ان تكره شخصا الى هذا الحد حتى عاشرت ايمن .. لقد وجدت ان قلبها
يحمل من الحقد الكثير .. الى درجه تجعلها تخاف من نفسها احيانا .. عندما تفكر ...
تفكر بأن تقتل ايمن لتريح نفسها وتريح العالم منه .. حاولت ان تستمتع بتساقط اوراق الشجر الملونه من حولها
دون جدوى .. الخوف والتوتر و الارتعاش من الوصول مازال يلاحقها منذ زواجها بأيمن حتى اليوم ..
تريد حلا .. لو كان والدها مازال حيا و تهور ايمن في امدانه و تعامله معها الى ماهو عليه الان لما كانت
ستبقى معه يوم واحد .. ولكن ماهي فاعله ان طلبت الطلاق وهي تعرف ان ايمن لن يهتم كثيرا بها .. ولن يتمسك
بها او حتى يحاول التغير من اجلها .. لقد لعبة الحبوب لعبتها معه لتجعله يعيش حياة خاصه لا يريد احدا
غيره فيها .. وكم هو بشع عندما تدخل المخدرات والمشروبات المسكره حياة شخصيه دنيئه كأيمن ..
مازالت الدموع تقتحم عينيها وهي تحاول ان تُبعدها عندما سمعت اسمها يخرج من بين شفتيين احست انهما
مرتبكتان بعض الشيء .. التفتت للشخص الذي قام بمناداتها و كم احست بالغرابه منه ..
بدأ اسمها عفويا ومألوفا على شفتيه .. طارت الدموع من عينيها وبدت تحدق بذاك الرجل ..
حاولت رسم ابتسامه على شفتيها وقالت – عفواً ..؟
_ اذن انتي ريـم ..؟
شيء من الشك و لكن زادت ثقته الان اكثر .. وبدأ يعبث بشعره الاسود محاولا ان يقول شيء صَعِبه على
لسانه نطقه ..
ماذا يحدث ..؟ بدأ الخوف يدخل لقلب ريم .. خصوصا ان الشمس بدأت بالمغيب و المشاة من حولها
بدت تقل ..






يتبـع . . .!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://serin.yoo7.com
غيـــاب ..!

غيـــاب ..!


المساهمات : 79
تاريخ التسجيل : 26/03/2011
العمر : 35

زَهرهَ واحدهَ لا تَصنَع صيفَاً . .  Empty
مُساهمةموضوع: رد: زَهرهَ واحدهَ لا تَصنَع صيفَاً . .    زَهرهَ واحدهَ لا تَصنَع صيفَاً . .  Icon_minitimeالأحد أبريل 03, 2011 10:03 am



وحشني وليد
<< confused

جد وحشوني كلهم
والروايه كلها
بس تحديدا وليد لانه غاب فتره
albino

حبيت ارجع لجو الروايه من جديد
Smile

ويلا كملي بسرعه لحتى نوصل لمكان ما وقفتي
king



..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Serin
Admin
Serin


المساهمات : 64
تاريخ التسجيل : 22/03/2011
العمر : 34
الموقع : https://serin.yoo7.com

زَهرهَ واحدهَ لا تَصنَع صيفَاً . .  Empty
مُساهمةموضوع: رد: زَهرهَ واحدهَ لا تَصنَع صيفَاً . .    زَهرهَ واحدهَ لا تَصنَع صيفَاً . .  Icon_minitimeالثلاثاء أبريل 05, 2011 5:06 am

ههههههههههههه
حتى انا وحشوني والله .. ^^

رجعت قريتها شوي حتى اذكر شكاتبه
<< خبله

منووره غياب
وان شاء الله عن قريب راح انزل الجزء الجديد ^^
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://serin.yoo7.com
Serin
Admin
Serin


المساهمات : 64
تاريخ التسجيل : 22/03/2011
العمر : 34
الموقع : https://serin.yoo7.com

زَهرهَ واحدهَ لا تَصنَع صيفَاً . .  Empty
مُساهمةموضوع: رد: زَهرهَ واحدهَ لا تَصنَع صيفَاً . .    زَهرهَ واحدهَ لا تَصنَع صيفَاً . .  Icon_minitimeالثلاثاء أبريل 05, 2011 5:10 am



]مُظلِمٌ أنتَ ] -- 3




تحرك خطوتين ليتقدم منها فباغتت هي بحركه سريعه للخلف فهم منها خوفها بينما
بدأ في عينيها فضول لمعرفة سبب حضور هذا الرجل الى هنا ومناداتها وكأنه يعرفها
كانت عيناه تطالبها بالتعرف عليه ولكنها قالت – اسفه سيدي .. هل هناك شيء ..؟
بدأ محطم بالكامل عندما قال – الم تتعرفي علي ... ريم ..؟
_ هل يجب ان اعرفك ..؟
لم يخطر ببالها شيء اخر .. ان هذا غريب .. هي لا تنسى بالعاده من تقابله ولكنها لا تذكر انها
قابلت هذا الشخص في اي مكان .. قال بعد هذا – لم اشعر ان خمسة عشر سنه كثيره حتى التقيت بملك .. والان انتي تثبتين لي ايضا انها اكثر من اللازم ..
بدت ترتعش وهي تنظر له .. خمسة عشر سنه ..؟ ماذا يقصد .. لن تتأمل ..
حاولت ان توقف قلبها عن الارتجاف وابعاد تلك الافكار عنها قائله – ارجو ان توَضح قليلا ..
ابتسامة سخريه بانت على شفتيه وقال – انا جاد .. هل بدت الامور توضَح لديك ..؟
_ جــ..ـ..اد ..؟
_ ان لم تتذكري هذا الاسم ستكون تلك نهايتي ..
بدت تتنفس بصعوبه .. تحدق به .. حاولت ان تقترب اكثر منه ولكن شيء ما منعها ..
_ انت كاذب .. لقد ارسلك ايمن لتقوم بخداعي ..
بدت تصرخ عليه الان في وسط الشارع – تريدان ان تأخذا ما تبقى لي من ارث ابي ايها الوحوش ..
بدت الصدمه صادقه في وجهه فحاول قول شيء عندما قالت ريم – ماذا تريد الان ..
وكأنها تريد ابعاد طيف جاد بدت تدير بوجهها عنه حتى مد يده ليخرج من جيبه شيء
يريه لها ..
_ ماذا ..؟
قالت منزعجه من استمراره بملاحقتها فوضع جوازه بيدها .. هل هي خائفه ام انها لا تريد ان
تصدق فقط .. امسكت الجواز ولم تجرؤ على ان تقرأ ما كتب به .. بدت يداها ترتعشان ودموعها
تملء عينيها حتى قبل ان تقرأ { جاد مجد .....} .. ربما كانت ستفكر بتشابه الاسماء الان
او شيء من التزوير .. لا تعرف ماذا حدث ولكنها رفعت عينيها له وقالت – لِم يجب ان اصدق ..؟
لم يقل شيء وكأنه يبحث في راسه عن شيء ضائع فأكملت ريم – لماذا الان فقط ..؟ لماذا الان تذكرت ..؟
_ لا تنتظري مني جوابا ريم ..
وكأن السنين اثرت عليه الان .. بدأ بائس جدا عندما قال تلك الكلمات .. ولكن هل يشفع له
هذا ما فعله .. ان كان هو اصلا جاد نفسه .. مدت يدها له مقدمه الجواز فأخذه ..
قالت بعد هذا وكأنها تريد الهروب – عن اذنك ..
تحركت مكمله طريقها فقال بسرعه – انتظري ..
سارت قليلا ولكنها لم تستطع تجاهله .. توقفت فقال وهو يمد لها يده بقصاصة ورق ..
_ هذا رقمي .. ارجوكِ ريم .. جدي لي عذرا و كلميني ..
قال هذا و سار مبتعدا عنها .. استدارت بعد هذا وهي خائفه من ان تندم على ما قامت به
فصاحت خلفه – جاد ...
لا يمكن ان تكون تلك اللهفه التي استدار بها سوى له .. انه هو ولا يمكن ان يكون شخص اخر ..
كيف امكن لهذا ان يحدث .. يا ألهي كم هي عظيمةُ رحمتك .. هل يمكن ان يهديها القدر بعد
كل تلك المآسي رحمة بهذا الحجم ..
خطواته كانت سريعه جدا عندما عاد لها .. بحجمه الكبير اخذها بين ذراعيه ليهدء ارتعاشها
وبكائها .. سمع من بين دموعها كلمات متقطعه .. فهم منها فقط – لقد مات ..
عرف انها تريد اخباره بما حدث في غيابه .. لم يكن يجرؤ ان يقول انه كان يعرف بموت
والده منذ ان مات ... ولم يجرؤ ان يقول بأنه هرب خوفا من تحمل مسؤلية موته وخوف
كونه هو السبب .. لم يجرؤ ان يقول بانه عندما عاد في ذلك اليوم لم يستطع ان يكون اكثر شجاعه منه منذ خمسة عشر سنه مضت عندما هرب وترك خلفه كل تلك المآسي ..
لم يستطع ان يخبرها انه عندما سمع بزواجها قرر انها في امان بينما هو لم يكن
يستطيع ان يقدم لها ذاك الامان ابدا .. لن يستطيع ان يخبرها يوما لما لم يعد لهم حتى الان
ولِم يجب ان يعيش وحيدا دوما ..
ابعدها عنه بهدوء وهو يبتسم وقال – من هو ايمن ..؟
وكأنه حطم كل ذلك الشعور الذي كان حولهم .. انزلت يديها عنه وقالت بهدوء – انه زوجي ..
اراد ان يقول شيء ولكنها قالت بسرعه – سوف اتأخر .. يجب ان اعود للمنزل ..
بعد هذا اختفت من امامه مسرعه .. لم يستطع ان يفعل شيء للأمساك بها ..
ولكن صدمته في ترحيبها به جعلته صامتا لمده طويله .. هل غاب شهر ..؟ ام شهرين
كي تكون بهذه الطريقه .. لقد كانت في البدايه غير مصدقه ..؟ هل يعقل انها لم تصدق بعد ..؟
وماذا حدث لها عندما جاء اسم ايمن ..؟ لقد قالت شيء عن محاولته لأخذ ارث والدي منها ..
ماذا يحدث .. ريم ليست طبيعيه ..


كانت الساعه تشير الان الى السابعه و النصف في عيادة الطبيبه جود .. كل من ساره وملك وجود
تجلسان في مكتبهما .. ملك كانت تقرأ احدى الحالات الجديده والتي سلمتها لها جود ولأول مره
بالكامل وكانت متوتره بعض الشيء لانها لم تعالج من قبل شخصا الا وكان لجود اثر فيه
ولم تقم بدراسة حاله لوحدها ابدا .. ولكن كما قالت جود حان الان الوقت لنبدأ العمل الحقيقي ..
كان الوقت يقترب لنهاية الدوام ولقد طلبت من جود ان تمنحها يومان لدراسة الملف والتعرف
لحياة الحاله قبل ان تلتقيها في العياده ..
ساره كانت تجهز نفسها و تقوم بترتيب الاوراق لنهاية الدوام .. دخل احدهم للعياده فكانت ساره
تريد ان ترحب به عندما رأت انه نفس الرجل الذي عشقته في المره الماضيه ..
ذاك الذي باتت تسميه البطل كلما ارادة ان تتحدث مع ملك او جود عنه .. وقد
سئمتا الاثنان منها لشدة اعجابها به وبشخصيته التي لم تستطع ان تتعرف عليها حتى ..
ابتسمت بسرعه وهي تطير من الداخل لحضوره وقالت – اهلا بك مجددا سيدي ..
لم يكن كما في تلك المره .. كان هناك شيء من الارهاق في حركته .. حاول ان يبتسم لساره
ولكنه غير رأيه بعد ان وجد الامر صعب وقال – هل جود هنا ..؟
_ نعم ..
قالت له هذا وهي مستائه لوضعه .. اكلها الفضول لمعرفة سبب هذا البؤس الذي هو فيه ..
فور دخوله لمكتب جود وحتى قبل ان تتصل هي بها وتخبرها بقدومه تحركة ساره نحو مكتب
ملك ودخلت مسرعه – ملك .. هل تعرفين من جاء ..؟
_ لا ..
قالت ملك هذا وهي منغمسه في قرائت الورق امامها ..
_ البطل .. جاد ..
للحضه وكأنها لم تسمع .. حتى رفعة عينيها لساره وقالت لها – هل دخل لمكتب جود ..؟
قالت ساره بلؤم – هل ضننتي انه سيأتي لمكتبك ايضا هذه المره ..
_ لا تكوني سخيفه ..
عادت ملك لأوراقها ولكنها لم تقرأ منهم كلمه .. لقد كانت منشغله بذاك الرجل الذي جاء
للمكتب والمدعو جاد .. هي متأكده انها رأته في مكان ما من قبل ولكن اين ..
هو من الناس الذين لا يمكن نسيانهم بسهوله فكيف نسيت ان كانت قد التقت به من قبل ..
هل يمكن ان يكون يشبه احد فقط .. لم تعرف هذا ..
_ ولكنه بدى مرهقا جدا .. حقا احستت بالحزن عليه ..
_ اوه ياعزيزتي ساره .. لما لم تعطيه كتفك ليبكي عليه قليلا ..
_ كم انتي حمقاء .. الرجال امثاله لا يبكون ابدا .. وهذا هو سر جاذبيتهم ..
ضحكة ملك عليها وقالت – لا اعتقد ان جود كانت على حق عندما طلبت مقابلته في المكتب
فهي كما يبدو لا تعرف اننا نملك سكرتيره حمقاء هنا ..
_ تتحدثين وكأنك لم تعجبي به ..
_ اُعجب به .. هكذا بسرعه .. انتي غريبه ساره .. لن انكر انه جذاب و به شيء
يجعلك تفكرين به بعد ان تلتقي حتى لو لمره واحده ولكن هذا امر طبيعي .. يحدث ..
فلا ترسمي احلاما ياساره .. اعرفك عندما تتعلقين باحد .. لم يكن سهلا ان تنفصلي عن
فارس فلا تبدئي حماقاتك من جديد ..
_ هل رأيتني وانا الحق به في كل مكان واحاول التقرب منه .. لستُ مجنونه ياملك ..
_ لقد فعلتها سابقا .. لذا انا اذكرك فقط ..
قالت ملك هذا وهي تعبث مع ساره لتغيضها فصاحت الاخرى – لقد كنت صغيره في ذلك
الوقت ..
_ هههههههههههههههههههه .. حسنا سأصدق هذه المره ..
كان لساره جواب قوي ارادت توجيهه لملك ولكن جرس الهاتف منعها من ذلك ..
رفعته ملك فكانت جود على الطرف الاخر ..
اغلقت الهاتف بسرعه بعد ان قالت – تعالي الى مكتبي ملك ..
_ سأذهب لمكتب جود .. سينتهي العمل بعد قليل ..
_ اااه لا .. كم هذا مؤسف .. لم استطع ان اراه عندما يخرج .. هذا كله بسببك ملك ..
_ ههههههههههه .. هذا ما تستحقينه ..
خرجت ملك وهي تضحك على ساره ودخلت مكتب جود بعد طرقها للباب ..
بانت الصدمه عليها عندما رأت جاد وهو مازال هناك .. حاولت ان تبتسم بعد هذا وكأن
شيئا لم يكن .. – ماذا هناك جود ..؟
سألت بهدوء وهي تحاول عدم العبث مع غضبها وحنقها على هذا الرجل الذي لم
تعرف حتى الان سبب ما فعله معها في المره الماضيه .. رغم انها متأكده انه لا يملك سبب
لتلك السخافه ..
_ جاد يريد ان يتحدث معكِ .. هل تستطيعين ان تتأخري قليلا ..
قالت مرتبكه قليلا – ااه .. حسنا استطيع ان اتأخر قليلا ولكن ماذا هناك لنتحدث عنه ..؟
استغربة ملك .. ماهو الموضوع الذي بينها وبين جاد والذي يمكن ان يُطلب الحديث بشأنه
من جود .. ردت عليها جود مما جعلها لا تستوعب تماما كل كلمة قالتها ..
_ جاد طلب مني ان اخبره عن ريم .. اخته تعرفينها ولأني لا اعرفها الا من خلالك
فأعتقدت انكِ اكثر من سيفيدنا بخصوص هذا الموضوع ..
_ ريم .. اخته .. اسفه ولكن لم افهم تماما ..
ابتسامه خفيفه لاحت على اواخر شفتيه لمحتها ملك عندما قالت جود – ملك مابك .. ريم صديقتك ..
بدت ملك تحرك قليلا بيديها وهي تحاول ان تفهم ما تقوله جود – تقصدين ريم مجد .. ريم ..؟
_ نعم ..
ردت جود مستغربه تصرف ملك فقالت لها ملك وهي تشير بيدها على جاد – و هذا .. من ؟
وقفت جود وقالت لجاد – جاد .. ماذا هناك ..؟
قال جاد وهو يقف ايضا – هل يمكن ان تتركينا جود ..
_ نعم بالطبع ..
ابتسمت جود لملك وخرجت من المكتب وهي مستغربه من هذان الشخصان ..
_ تفضلي ..
قال جاد لملك وهو يجلس ويشير على الكرسي امامه .. ردت ملك عليه وهي تريد ان تفهم ..
_ من انت ..؟
_ هل بدأ عقلك بتذكري ..
_ ماذا تقصد جود بانك اخ ريم .. هل انت جاد ..
لم يجبها فقالت – جاد .. منذ خمسة عشر سنه ..؟
بثقه قال لها _ ليس لسبب محدد ولكني ضننت انكِ لن تنسي حتى بعد هذه السنوات ..
كان حبك لي كبيرا في تلك الايام ..
هزت رأسها وهي تحاول تصديق ما تسمع – نعم ... في تلك الايام ..
عادت لتنظر له بعد هذا وكأنها الان فقط استوعبت – لماذا عدت اذن ..؟
كان هذا اول ما خطر ببالها .. حقا لماذا عاد .. فورا جائت صورت ريم ببالها ..
فقالت – هل عدت من اجل عائلتك .. عائلتك التي لم يبقى منها سوى ريم ..
هل عدت لأنك اشتقت ... الان ..؟
لقد ارادت ان تكسر عنقه .. احست انه يعرف كل شيء تمر به ريم ولم يساعد ..
لا يمكنها ان تتذكره .. هي لم تنسى جاد .. ذاك الذي مازال يراودها في احلامها شاب بدون ملامح واضحه والذي له
مكانه خاصه في قلبها ولكن ذاك الامير في احلامها ليس هذا .. الشاب الذي تتذكره
والذي يأتي احيان قليله في حواراتها ليس هذا الرجل هنا .. لقد اختلف كليا ..
لقد رات صوره لجاد منذ مده في محفضة ريم ولكنه لم يكن كهذا الان ..
على الاقل كان في وجه جاد ذاك بعض البرائه في الابتسامه .. ليس كأبتسامة هذا ..
مليئه بسخريته من الحياة .. ليس مثير للشك كهذا الرجل .. ليس غامض ومخيف
كهذا ..
رد عليها – ليس لدي شيء لأطرحه على طاولتك ملك .. اريد بعض الاجابات على اسألتي فحسب .. ؟
نطقه باسمها بتلك العفويه بدت غريبه ولم تحببها ملك ..
لم تقل له شيء .. مازالت تحت تأثير الصدمه فقال – كيف هي حياة ريم ..؟
ضحكت ملك ضحكه مليئه بالمراره وقالت – الا تشعر بأنك تأخرت قليلا .. ليس هذا سؤال ملائم
جاد .. ليس الان على الاقل .. حسما انها خمسة عشر سنه .. خمسة عشر
رددتها بسخريه اكثر وهي مصدومه من سؤاله العفوي عن ريم
تشعر بانها يجب ان تقول شيء يحركه .. يجرحه اكثر .. بدت تشعر ببعض المغص وهي
تفكر بحال ريم ان قابلته .. ماذا ستكون عليه حالتها ..؟
_ هل تريد ان تعرف حالتها ان كانت سيئه جدا لتهرب ..؟ هل هذا هو ماعليه الحال ..؟
لم يجبها بل كان ينظر لها بسخط حتى قالت – ام ربما تريد مساعدتها ببعض المال ..
نظرت لملابسه التي بدت باهضة الثمن وقالت – اذ يبدو ان وضعك المالي قد تغير كثيرا ..
_ كفى ..
صرخ بهذا وهو يضرب الطاوله عند وقوفه امامها .. ارتعشت عندما صرخ ونظرت له
لتجد نفسها قد تمادت كثيرا معه .. ربما رؤيتها لحال ريم مؤخرا هو ما فجر بداخلها هذا ..
تريد ان تضع اللوم على احد وهي لا تستطيع الوصول لأيمن .. وبما ان المتسبب بالكوارث
التي حلت بتلك العائله قد ضهر فلما لا يكون هو من تحمله المسؤليه ..
قال بعد هذا وهو يحاول تهدئه نفسه – ملك لا تتحدثي بشيء تجهلينه .. كيف هو حال ريم ..؟
_ ليس جيد ..
نظر لها مستغرب هدوئها المفاجأ وقال – كيف ..؟
_ هل جئت لمقابلتي هنا قبل ان تراها ..
_ لا تريدين ان انفجر عليك .. اليس كذلك ..
_ بعد وفاة والدك اصبحت حالتها سيئه جدا ..
نظرت له لتعرف ان كان يعرف بوفاة والده ام لا .. وعندما لم ترى تعجبا سألت ..
_ انت تعرف ان العم مجد توفي اذن ..؟ منذ خمس سنوات تقريبا ..؟
لقد اربكته .. ولكنها لم تشعر .. قال لها – لقد قالت لي ريم ذلك ..
_ ريم ..؟
لقد قابلها اذن .. انتظرت ان يوضح لها شيء وعندما ابى اكملت ..
_ لقد تزوجت من .. ابن .. اخ .. سلمى ..
لقد كانت تقول الكلمات الاخيره وهي تنظر لتغيرات جاد والذي كانت حدقتا عينيه تتسعان
عند سماعه باسم سلمى .. قال لها بعد هذا – ابن اخ سلمى ..؟
هزت رأسها مجيبه فقال – اجلسي ..
استغربت اولا ماقاله حتى انتبهت انها كانت تقف امامه ويبدو ان النظر لها لأعلى كان
يزعجه . جلست امامه وقالت – انه رجل سيء .. ريم لا تتحدث كثيرا ولكنها اصبحت في حاله
نفسيه سيئه للغايه بعد وفاة والدك و استمرت في العلاج النفسي لمده من الزمن في منزلنا
و بعدها عادت لأيمن ومن ثم بدأت تنعزل شيئا فشيئا عن العالم الخارجي ولا اعتقد
انها باتت تزور احدا غيرنا .. ولم تكن زياراتها كثيره ايضا فزوجها لم يكن يقبل ..
كانت ملك تتحدث وكأنها تريد ان تنتهي بسرعه من سرد احداث قصه تزعجها جدا ..
قال جاد وكأنه يحدث نفسه – اذن ايمن ذاك آلم ريم كثيرا ..
احست بالخوف منه عندما تكلم بتلك الطريقه .. لم تتحدث فقال – اين سلمى الان ..؟
استغربت سؤاله فقالت – لقد باعت منزل والدك والان هي تسكن في شقه مؤجره في انحاء
العاصمه ..
_ باعت منزل والدي ..؟ وريم ..
بدأت تخاف منه فهو يصرخ بعد كل مصيبه تنطق بها فقالت – حسنا .. اعتقد انها ..
_ نعم ..
قال وكأنه يتابع طفل في محاوله لأخراج حدث مهم منه .. اكملت ملك – لقد تنازلت عن حقها في المنزل عندما سجل ايمن لها الشقه التي يسكنونها بأسمها .. ولكن ..
ندمت فورا لقولها ولكن .. بينما عرفت ان الاوان قد فات .. فقالت قبل ان يسأل ..
_ ولكن ايمن استرجع الشقه بعد ذلك .. ان ريم متنازله عن الحياة الى حد كبير .. لقد شعرت بانها لم تعد تريد العيش .. وكأنها سلمت بكل ما يجري لها وتحاول التعايش معه بدون محاوله
لتغيره .. هذا ماهو عليه الحال ..
_ لماذا لم تنفصل عنه ..؟
اصبح صوته الان اعلى وبدا الشرر يتطاير من عينيه فقالت ملك – لستُ ادري .. ربما لانها
تخاف من البدايه من جديد .. خصوصا انها فقدت كل شيء وهي في شبابها ..
اعاد رأسه للخلف وقال وهو ينظر لسقف الغرفه – حسنا ..
هز رأسه بعد هذا ووقف ليخرج .. لم تقل ملك شيء فقال هو – هل يضربها ذلك الحقير ..؟
لم تعرف بما تجيب ولكنها صرحت له – لا اعرف ..
بدى انه لم يصدقها ولكن لم يعترض .. خرج من المكتب وقد شعرت بان همومه قد
زادت اضعاف ماجاء به .. دخلت جود بعد قليل ويبدو انها ودعته ..
ابتسمت لملك فور دخولها ولكن ملك كانت تركز على شيء في عقلها وهي تنظر لجود
فقالت لها – ماذا هناك ملك ..؟
انتبهت وقالت بسرعه متلعثمه – ااه .. لا شيء .. افكر فقط ..
عادت لتقول – يجب ان اذهب الان جود .. اراكِ غدا ..
_ هل حدث شيء ..؟
_ لا ..
قالت بعد هذا وهي ترفع يديها وبينما بدى الارتباك عليها – الامر غريب فقط .. لقد كانت مدة غيابه طويله لذا سيكون من الصعب الاعتياد على المسأله سريعا ..
_ هذا شيء اكيد .. اتمنى ان يجد جاد السكينه بعد عودته ..
لم تفهم ملك كثيرا معنى كلمة جود .. وكانت تريد ان تعرف كيف تعرف جود جاد هذه المده
كلها وان كانت تعرف انه اخ ريم صديقتها لم لم تحدثها عنه من قبل ..؟
ولكن هذه الستاؤلات لم تخرج .. فملك كانت تحتاج لوقت تكون فيه وحدها لتستوعب عودة جاد
بعد كُل هذه السنين .. تحتاج لوقت لتصدق على الاقل انه عاد وان من كانت تكلمه للحضات
بشكل طبيعي هو جاد وليس شخص اخر ..
عندما خرجت من المكتب ووجدت ساره امامها كان في عيني ساره الكثير من الفضول
والقليل من الصبر ولكن ملك رفعت يدها لتقول – ليس الان ..
اخذت حقيبتها بعد هذا وخرجت من المكتب .. نظرت قليلا للخارج فلم تجد سيارة وليد في انتظارها .. توقعت هذا فتوجهت للشارع كي تأخذ سيارة اجره ..
عندما فتحت باب البيت سمعت صراخ تيم و تالا يتعالا فأبتسمت اذ انها لم تسمع ضحكات
منذ زمن في هذا المنزل .. بدأ السباق عندما رئوها ليحاولا الوصول لها واحتضانها ..
جلست هي على ركبتيها وتركت حقيبتها تسقط ثم احتضنتهما قائله – انا اسفه .. لم اذهب للسوق ..
بدأ الاحباط واضحا على كليهما ولكن خرجت شادن من المطبخ لتقول – هذا جيد .. لقد احضر لهم والدي حلوى للتو ..
_ هل عاد ابي للتو ..؟
_ لا .. لقد عاد مبكرا ولكنه ذهب للسوق منذ قليل ..
_ اين هو الان ..؟
_ في غرفته يرتاح قليلا .. لقد حاول الاتصال بك اكثر من مره و لم تجيبي ..؟
_ ااه ..
اخرجت ملك هاتفها من الحقيبه وقالت – يبدو اني نسيته على الوضع الصامت .. لقد تأخرت قليلا في العمل .. اعتذر لعدم اتصالي ..
_ هل هناك شيء ..؟
سألت شادن بعد رؤيتها لتوتر ملك فقالت ملك وهي تقف وتحمل حقيبتها – شيء .. لا ابدا .. سأغير ملابسي وانزل ..
قبل ان تصعد ملك لغرفتها في الطابق العلوي قالت شادن – لقد اتصلت بكِ هند ..
سألت ملك وهي تكمل طريقها – على الهاتف الارضي ..؟
_ نعم .. وطلبت ان تتصلي بها عندما تعودين ..
_ حسنا ..
قالت هذا وغاب صوتها بعد ان اغلقت باب غرفتها .. وضعت حقيبتها على السرير و امسكت رأسها الذي كاد ينفجر من شدة التفكير ..
بدت تخاطب نفسها منزعجه وهي تنظر للمراة – مابك .. لم انتي منزعجه هكذا .. لم تكوني تنتظريه .. هو لم يخطر ببالك فلم هذا الانهيار كله .. يا الهي لماذا اشعر بهذا الاحباط بعد رؤيته ..؟
ابتسمت بعد هذا وقالت – ربما هذه هي المعجزه التي ستخلص ريم من عذابها النفسي والجسدي .. اتمنى ان يعود جاد لها ..
بعد هذا غيرت ملابسها وكانت تريد ان تتصل على هند ولكنها ليست بمزاج جيد الان ..
فكرة بعد هذا ربما هند تحتاجها في شيء ضروري .. لا تتصل هند كثيرا ولا تتحدث معها
الا في الجامعه عندما يلتقيان في الصدفه فهي تعرف كم تغضب سلمى ان قامت هند
بالتقرب منها وهذا ما قالته هند لملك في يوم وهي محرجه للغايه ..
جعلت رقمها سريا كي لا تكتشف سلمى شيء ان حدث واجابت هي واتصلت ..
لم تكن تعرف ماذا تقول .. المسأله معقده ولكن ان كانت هند تريد ان تشتكي فقط فهي ستكون
مستمعه جيده .. انها تشعر بالندم على ماقالته لوليد في اخر لقاء لهم .. لم يكن عليها ان تقول له
ماقالت .. سيكون من السخف ان يتزوج هند فقط لينقذها مما هي مقدمه عليه .. هل تستطيع
ان تكون هي سر تعاسة شخصين بهذه السهوله .. لن تكون هند شاكره لها كثيرا ان عرفت
انها قالت ذاك الكلام لوليد ..
رفعت هند الهاتف بعد وقت طويل وقالت بهدوء – مرحبا ..
مجيبه على سلام ملك .. لم تعرف ملك ان كانت قد استغربة صوتها فقالت – انا ملك ..
_ اااه .. ملك جيد انكِ اتصلتي ..
_ اعتذر لأني لم استطع الاجابه على مكالماتك هند ولكني تأخرت اليوم في العمل ..
توقفت عند هذا الحد .. لم تعرف هل تخبرها عن جاد ام لا .. ولكنها فضلت السكوت فأن
كان هو يريد ان يعرفا سلمى وهند بعدوته الى الحياة فلن يعجز .. فكرت قليلا الان لما لم يسأل عن هند ..
احست بالشفقه عليها .. ولكنها وجهت تفكيرها نحو هند لتسمع ما تقوله ..
_ لقد حُدد موعد زواجي ..
لم تعرف ملك بما تجيب .. قالت – حقا ..
هل هناك كلمه مناسبه تستطيع بها ان تساعد ..؟ لم تستطع التفكير بشيء سيما ان صوت
هند كان يختفي قليلا ويعود بسبب اجبار نفسها على عدم البكاء .. قالت بعد هذا
_ لا عليكِ ملك .. لا تشفقي علي ارجوكِ .. ربما لن يكون الامر محبط للغايه .. لم اتخيل نهايه
اسعد بكثير فلا تقلقي .. سأكون قويه ..
_ هند لا تفعلي هذا .. لا تقومي بأعادة حياة ريم .. ان فقدتي الامل لن يعود لكِ مجددا . .
_ حياة ريم . لا تكوني غبيه ..
بدأ الان البكاء يخالط صوتها ولكنها لم تأبه بل اكملت – انه رجل طيب للغايه .. صحيح انه كبير بعض الشيء ..
ضحكت بعد هذا بمرارة وقالت – ليس بعض الشيء بل كثيرا .. ولكنه طيب جدا .. هي حياة واحده سأعيشها .. لن تكون كما تمنيتها بالتأكيد ولستُ نادمه على شيء ..
لم تعرف ملك بما تجيبها .. لم تعد الان طبيبه نفسيه .. لا تعرف كيف تتواصل مع هند
فهي لم ترها محبطه هكذا من قبل .. هند التي كانت تحاول بكل الطرق ان تصل لقلب وليد
ولم تمل بعد رفضه لها كُل هذه المده ترضخ لأمر مصيري كهذا في غضون ايام .. كيف ..؟
ولم ..؟ لماذا يتحطم كل من حولها بدون ان تستطيع التدخل .. لماذا كان يجب عليها ان تصبح طبيبه نفسيه ان لم تستطع ان تساعد اقرب الناس لها على تحسين حالاتهم النفسيه حتى ..
ثم لماذا كان يجب عليها هي ان تعرف مشاكل الجميع وتدخل بها ..
_ هند .. ارجوكِ قولي لوالدتك لا .. ليس بالامر المستحيل .. مهما كانت النتيجه لن تكون اتعس
مما انتي عليه الان ..
بقليل من السخريه في صوتها قالت هند – وكأنك لا تعرفين امي .. ليس الامر اني لا استطيع ان اقول
لها باني لا اريد .. لقد اوضحت فكرتها .. تريد ان تتزوج ولم تعد تريدني في حياتها ..
قالتها بأسلوب ارقى بقليل .. قالت انها تريد ان تطمئن علي قبل ان تسافر مع زوجها ولكن
كيف لي ان اصدق هذا ان كانت تريد ان تزوجني برجل يكبر زوجها هي حتى ..
صدم هذا ملك .. لم تعرف ماذا تقول .. ولكنها قالت – لماذا يجب عليك ان توافقي ..
_ لأنني لا اريد ان اعيش مع زوج امي .. انه سيئ للغايه .. هل تعرفين شيء
_ ماذا ..؟
_ امي تغار مني لان زوجها الحقير ينظر لي على الدوام .. لهذا هي تريد ابعادي ..
ان هذا مقرف .. هذا ما فكرت به ملك وهي تشعر بأنها لا تريد ان تسمع هذه الاحاديث عندما
قالت هند – لقد سأمت من تصرفاتها المقرفه .. لم اعد اتحمل عشقها للمال و قيامها باي شيء
من اجله .. بدأت اخاف على نفسي ملك .. لم انم يوما وانا مرتاحه .. اشعر ان كارثه ستحدث لنا
كلما خلدت للنوم .. يكاد الامر يصيبني بالجنون .. انتي لا تعرفين شيئا عن حالي ..
ان الزواج هذا افضل بمئه مره من العيش مع امي وزوجها ...
بدت ملك تشعر بالغثيان .. ماهذه الحياة التي تعيشها هند .. لم تفكر يوما ان تكون سلمى منحطه
ودنيئه اخلاقيا الى هذا الحد .. لم تستطع يوما ان تصل بتفكيرها الى هذا الحد .. هي لم تكن
هكذا .. مالذي غيرها .. ماذا حدث لتنسى الان مبادئها و تنحرف بهذا الشكل .. بعد هذا العمر كله ..؟
ماذا يحدث في الدنيا ياألهي ..
_ انا اسفه ملك .. هل ازعجتك ..؟
_ لا .. ابدا عزيزتي .. ولكني حقا لا اعرف ماذا اقول لكِ .. لم اتصور يوما انكِ تعيشين
تلك الحياة .. كنت اضن انكِ الفتاة التي تعيش سلمى حياتها لأجلك .. لم اتصور ان تصل والدتك لهذا المستوى ..
لم تجب هند فأحست ملك انها تمادت .. لا يقبل احد ان يقال عن والدته هذا الكلام ..
_ اسفه هند ..
_ لا تعتذري .. انا من تحدث عنها .. هي لم تدع مكانا لكي نعذرها ..
لم تقل ملك شيء .. قالت هند بعد هذا وكأنها لبست قناعا – ستأتين لحفل زواجي .. اليس كذلك ..؟
ابتسمت ملك تلقائيا وقالت وكأنها تحاول ان تعيش الجو مع هند – هل انا مدعوه ..؟
_ بالطبع .. لا اريد ان افقد هذا الشيء ايضا .. اريدك انتي و .. ..
لم تكمل .. عرفت ملك ما اخفته هند فقالت – وريم ..؟
_ هل استطيع تخيل هذا ..؟
_ لن اعدك هند .. ولكني سأحاول ان احضرها ..
_ سأبعث لكي بطاقتين و اريد منك ان توصلي لها واحده ايضا .. هل يمكنك .؟
_ بالطبع عزيزتي ..
ارادت ملك ان تساعدها بأي شيء .. قالت هند بعد هذا – هل يستطيع والدك ايضا ان يأتي ..؟
لم تعرف ملك ماذا تقول .. ولكنها تعرف ان والدها لا يطيق سلمى ولن يقبل ان يقابلها
بعد هذا العمر الان .. فقالت هند لها وكأنها تغرز سكينا بصدرها – لا تقلقي .. لن تكون والدتي
موجوده في الحفل ..
_ ماذا ..؟
هل بالغت في ردة فعلها .. احست ان صوتها خرج بقوه ولكن هذا امر عجيب ..
فقالت هند – لا تريدين مني ان ابكي .. اليس كذلك ..
_ اسفه ..
_ ليس بالشيء الذي يجب الاعتذار عليه .. ولكن هذا هو ماعليه الحال .. والدتي مسافره
ولن تعود الا بعد الحفل بيومين .. جيد .. على الاقل قدمت حجوزاتها اسبوع باكمله من اجلي ..
اليس بالامر العظيم ..
بدأت هند بالبكاء مجددا فحاولت ملك تهدئتها وقالت – هل انتي الان وحدك ..؟
_ لا .. الخادمه مارينا هنا معي .. انها طيبه جدا .. ساعدتني بجميع امور الزواج ..
_ لما لم تقولي لي سابقا ..
_ لقد ازعجتك كثيرا .. لم يكن الامر كبير فأنا لم اقم بشراء شيء سوى ثوب الزفاف ..
لأنني لا اريد تساؤلات ان لم اُقِم حفل ..
_ لم يكن عليك اخفاء هذا عني .. منذ متى وانتي موافقه ..
_ منذ يومين .. ومنذ يوم واحد اشتريت ثوب الزفاف والزواج بعد اسبوعين ..
زوجي مستعجل .. فهو رجل كبير في السن لهذا يجب ان يقام كل شيء بسرعه ..
لم تعرف ان كان ما سمعته سخريه ام مراره ولكنها لم تقل شيء .. لقد طار الحديث
منها كليا .. قالت ملك بعد هذا – هل تريدين ان اساعدك بشيء هند ..؟
_ لا .. ليس هناك الشيء الكثير .. اريد ان تتحمليني فقط هذه الايام ..
_ تعالي لزيارتي .. سترتاحين ان غيرتي مكانك قليلا ..
_ يجب ان تعذريني ملك .. ولكن شكرا لك كثيرا ..
_ سأكون بجانبك متى شأتي ..
_ اعرف هذا .. شكرا لك ملك .. اتركك الان لقد اخذت وقتا طويلا جدا ..
_ لا عليك عزيزتي .. وداعا ..
اغلقت ملك بعد هذا الهاتف .. لقد تعبت وتحدثت طويلا بدون جدوى ..
او ربما استطاعت ان تجعل هند ترتاح ولو بنسبه ضئيله جدا .. لم تعرف ولكن
احست انها اصبحت عاجزه كليا عن التفكير بشأن هند .. لا يمكنها ان تدخل بمسأله تخص سلمى
ولا يمكن ان تطلب المساعده من والدها .. لن تضع الكبريت قرب النار ..
قامت بعد هذا مسرعه وهي تشعر بحرارة الهاتف مازال على اذنيها وغيرت ملابسها مسرعه
لتنزل ..
حاولت ان تكون طبيعيه امام والدها على طاولة الطعام .. هي تعرف انها ان هدئت قليلا
وتركت خيالاتها لتعود لحال ريم وجاد الان سيضهر هذا عليها وهي لا تريد ان تخبرهم عن
رؤيتها لجاد لسبب تجهله هي بنفسها ..
قالت وهي تأكل – لقد اتصلت للتو بهند ..
نظرت لها شادن وهي تنتظر ان تسمع بقية الحديث بينما خالد لم يرفع وجهه عن الصحن
اذ ان الامر لا يعنيه .. بهدوء قالت ملك – لقد دعتنا لحفل زفافها ..
_ مـــاذا ..؟؟
نظرة ملك لشادن كانت مستغربه بعض الشيء .. لم تقل الى الان شيء عجيب .. ماذا ان عرفت
المسأله كلها .. قالت بعد هذا عندما لم تجد تجاوبا من والدها – ابي لقد طلبت مني هند ان تحضر زواجها .. هي تقول انها تعتبرك بمكان والدها ..
رفع خالد عينيه لملك مستغرب من قولها هذا وبكل عفويه وقال منزعج – ملك .. دعكي من هذه الحماقات ..
_ لن تكون سلمى هناك ..
قالت ملك مسرعه فنظر لها مستغرب وقال – ماذا تقصدين ..
حكت لهم بعض مما حدث .. لم تدخل بمسألة زوج هند و زوج سلمى.. اخبرتهم بأن سلمى
عازمه على الزواج ولهذا تريد ان تطمئن على هند لانها ستسافر مع زوجها للخارج ..
هذا فقط ما قالته .. رد عليها خالد بهدوء – اذهبن .. هند فتاة مسكينه .. كونا بجانبها ..
_ وانت ابي ..؟
سألت ملك فقال وهو ينهض من على الطاوله – ليس الامر ان كانت سلمى هناك او لا ابنتي ..
الامر هو انني لا استطيع ان ادخل بحياة تلك المرأه بأي شكل كان .. اعتذري لهند وبلغيها
تحياتي ..
قال هذا و توجه ليغسل يديه ويسكب له كوبا من الشاي .. قالت ملك وهي تخفض صوتها ..
_ لماذا هذا كله ..
_ لن يدخل ابي مكان يكون لسلمى شيء فيه .. تعرفين هذا فلا تفتحي هذه المواضيع المزعجه .
_ ولكن ..
اوقفتها شادن قائله وهي ترفع يدها بهدوء – كفى ملك .. هيا تالا .. وتيم ايضا قوما لغسل اسنانكم
وبسرعه توجها للسرير .. سنذهب غدا للتسوق ..
بعد فرحتهما التي لا توصف و صراخمها الذي تعالى وهما يتوجهان للحمام سألت ملك
وهي ترفع الاطباق – ماذا تريدين ان تفعلي في السوق ..؟
_ لستُ انا من سيأخذهم .. اسمعي وقبل ان تبدئي بالتحجج غدا ستتغيبين عن الجامعه
وتأخذينهم ..
ملك وهي تنقل الاطباق من الطاوله الى المطبخ – يبدو وكأنه امر ..
قالت شادن – سألتقي بريم .. لقد اتصلت بي وكانت منهاره جدا وطلبت مني ان اذهب
لها غدا .. لا استطيع تجاهلها ولا استطيع اخذ الاطفال معي .. وايضا لا يمكن تركهم وحدهم ..
لم تهتم ملك كثيرا ببقية الحديث الذي اطالته شادن .. لقد بدت تفكر بالامر الذي طُلِبت شادن
من اجله .. هل يمكن ان يكون جاد ..؟
سألت بهدوء وهي تحاول عدم اضهار تفاعلها – الم تقل لكِ ريم ماذا تريد ..؟
_ لم تخبرني .. سأرى غدا لا تقلقي سأخبرك ان كان امرا مهما .. ستأخذينهم اليس كذلك ..؟
ببعض الانزعاج – نعم .. وهل استطيع ان اقول شيء اخر .. سأطلب من وليد ان يأخذنا بسيارته
فلن اتنقل مع اطفالك المجانين في سيارات الاجره ..
_ هههههههههههه .. ان هذا افضل شيء تفعلينه ..
لحضة صمت مرة على ملك لم تعرف هل من الصواب ان تخبر اختها الان بمسألة جاد ..
شادن ستساعد ريم افضل منها .. فهي مقربه لها اكثر و يمكن ان تفهمها اكثر ..
_ سأذهب لأضع الاطفال في السرير ..
ابتسمة لها ملك وقالت – حسنا ..
هذا افضل .. لن تخبرها .. قامت بغسل الصحون وبعد انتهائها من العمل توجهت لتجلس
مع والدها في غرفة الجلوس .. لقد كان يتابع الاخبار كما تقتضي العاده ..
ولكن لم يكن خالد مهتما بالاخبار بل كان غارقا في افكاره حتى قطعتها ملك عليه قائله- ماذا هناك ابي ..؟
استدار لينظر لها وقال – لا شيء .. افكر ..
_ بماذا ..؟
_ بمقاله لا اعرف هل من الجيد كتابتها ام لا ..
_ حسنا اذن .. اي نوع من المقالات .. اخبرني ربما استطيع المساعده ..
ابتسم خالد ساخرا من ابنته التي تريد اخراجه من جو الهدوء الذي يحاول دوما اقحام نفسه
به وقال – انها من قسم الحوادث .. جريمة قتل ..
مستغربه قالت – جريمة قتل ..؟ ولكن الا تتمحور مقالاتك عادتا حول الاخبار اليوميه
لا اذكر انك كتبت يوما في قسم الحوادث ..؟
_ هذا هو ما يجعلني افكر كثيرا .. قسم الحوادث يحتاج للتنقل بين المواضع وجمع المعلومات
من كل الانحاء .. وانا لم اعد في صحه جيده تجعلني افعل هذا ..
_ هل رئيس التحرير من طلب منك هذا ..؟
_ لا .. المقدم احمد هو من طلب هذا ..
استغربت ملك وقالت – المقدم احمد ..؟ لماذا ..؟
_ الجريمه معقده جدا و هناك متهمين كُثر .. يريد ان يرى كيف ستكون ردات افعال
المتهمين قبل ان يحضرهم للتحقيق ..
_ كان يستطيع ان يطلب هذا الشيء من اي كاتب في قسم الحوادث ثم ان كانت
الجريمه كبيره لهذا الحد الا يجب ان تكون قد وصلت للصحفيين الان ..؟
_ لقد وصلت .. ولكن هناك معلومات سريه لم تصل وهو يريد اطلاعي عليها لأكتبها ..
سيكون الموضوع بصياغه مني فقط ولكن كل ما يدخل به سيكون المقدم احمد من يقوله ..
_ انها اذن خدمه للشرطه .. لم لا تقوم بها ..
_ سأرى عزيزتي .. تصبحين على خير ..
عند خروجه من غرفة الجلوس التقى بشادن عند الباب القى عليها ايضا التحيه
و توجه لغرفته ..
نظرت ملك لشادن وهي مستغربه فابتسمت الاخرى وقالت – تعرفين ان ابي يفكر قبل ان يُقدم على خطوه جديده الف مره .. سيكون بخير ..
_ اتمنى ذلك ولكن الا تعتقدين ان دخول مسأله كهذا ومع الشرطه ستكون خطر عليه ..؟
ابتسمت شادن وقالت – لا تخافي عليه .. ابي يعرف ما يفعل تماما .. منذ ثلاثين سنه وحتى الان في هذه المهنه ..







يتبــع . . ]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://serin.yoo7.com
غيـــاب ..!

غيـــاب ..!


المساهمات : 79
تاريخ التسجيل : 26/03/2011
العمر : 35

زَهرهَ واحدهَ لا تَصنَع صيفَاً . .  Empty
مُساهمةموضوع: رد: زَهرهَ واحدهَ لا تَصنَع صيفَاً . .    زَهرهَ واحدهَ لا تَصنَع صيفَاً . .  Icon_minitimeالخميس أبريل 07, 2011 12:51 pm



احس الامور تمشي اسرع من لما قريتها قبل هع
^_*

يعني قضينا فتره طويله لحتى التقو ريم وجاد

..


Smile


استمري بطه king


..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Serin
Admin
Serin


المساهمات : 64
تاريخ التسجيل : 22/03/2011
العمر : 34
الموقع : https://serin.yoo7.com

زَهرهَ واحدهَ لا تَصنَع صيفَاً . .  Empty
مُساهمةموضوع: رد: زَهرهَ واحدهَ لا تَصنَع صيفَاً . .    زَهرهَ واحدهَ لا تَصنَع صيفَاً . .  Icon_minitimeالأحد أبريل 10, 2011 1:36 pm

^

لانج تقريها وانتي عارفه كل شي
خخخخ

مع اني استغربت انج لهسه تذكرين Razz
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://serin.yoo7.com
Serin
Admin
Serin


المساهمات : 64
تاريخ التسجيل : 22/03/2011
العمر : 34
الموقع : https://serin.yoo7.com

زَهرهَ واحدهَ لا تَصنَع صيفَاً . .  Empty
مُساهمةموضوع: رد: زَهرهَ واحدهَ لا تَصنَع صيفَاً . .    زَهرهَ واحدهَ لا تَصنَع صيفَاً . .  Icon_minitimeالأحد أبريل 10, 2011 1:41 pm


معتمٌ أنت . . . 4




استيقضت عند الرابعه صباحا وهي تشعر بان وسادتها مازالت رطبه من الدموع التي ذرفتها ..
لم تكن تلك عادتها ابدا .. لم تستيقض سابقا قبل شروق الشمس .. بدأت بفرك عينيها ونهضت من السرير
مثقله بالهموم التي حاولت الابتعاد عنها طوال هذه السنوات بأنشغالها بالخروج مع صديقاتها ومحاولة قضاء اكثر
وقت ممتع في الخارج حتى تعود للبيت متعبه لا تقوم فيه بشيء سوى الاكل والنوم |.. ولكن بدا لها ان سلمى لم تكن راضيه
على تلك الحياة التي عاشتها ... هل وجدتها مريحه لهند اكثر من اللازم .. ابتسمت بمراره وهي تقف امام نافذة الشرفه التي تطل على
الشارع امام منزلها ..
نسيت نفسها للحضات امام منظر الاضواء حول الشوارع والمنازل التي يبدو على جميع ساكنيها النوم ..
تنهدت بعد ذالك وانتقلت لخزانت ملابسها لتخرج منها كنزتها السوداء وترتديها .. فتحت باب غرفتها بهدوء شديد كي لا
تستيقض ماريا و خرجت لتجلس في الحديقه قليلا ..
................

كانت في ذلك اليوم متعبه اذ انها نامت في وقت متاخر جدا من اليل بعد سهره طويله على احدى الافلام الاجنبيه
مع اختها شادن .. ولكن لم يكن على شادن ان تعاني من
الاستيقاض المبكر بل ملك من حضت ذلك اليوم بتلك المهمه ..
تيم وتالا ضهرا عند باب غرفة ملك صباحا عند الثامنه .. ليس بالوقت
المبكر جدا اذ انها تستيقض في العاده بهذا الوقت للذهاب الى الجامعه
ولكن هذه المره كانت قد قررت عدم الذهاب لهذا لم تأبه كثيرا
بأطالة السهر .. لم تتوقع ان يستيقضا تيم وتالا بهذا الوقت
لطلب الذهاب للسوق الان ..
تالا التي تبلغ من العمر خمس سنوات والتي تكبر اخوها تيم بثلاث سنين قالت
وهي تجلس على السرير لتبدا بمحاولة ايقاض ملك - هيا ملك .. يذب ان تثتيقضي كي لا نتاخر عن الثوق ..
بدأت ملك بالتأفف وهي تحاول رفع الغطاء كي تخبئ وجهها عن الضوء الذي فتحه تيم وقالت - انه سوق .. سووق كيف سنتأخر عليه ..
- ماما قالت يثب ان نذهب الان ..
ابعدت الغطاء بسرعه عنها وصاحت - تلك اللئيمه شادن .. لقد رمتكم اليوم كليا علي اذن .. سأريها ..
جلست بعد ذلك وهي تفرك بعينيها وتتثائب وقالت - دعوني انام ساعه اخرى فقط .. الاسواق التي سنذهب لها ليست مفتوحه الان .. العبا ساعه فقط و بعدها انا سانزل لكما ..
نظرة تالا كانت مشككه قليلا في خالتها .. ولكن بعد ان وضعت ملك راسها على الوساده و اغمضت عينيها معلنه عدم قيامها باي شيء قبل ان تحصل على ساعة نوم
خرجت تالا من الغرفه ساحبه تيم وراها ليلعبا في الطابق
السفلي قبل ان يعاودان ايقاض ملك مجددا ..





عند انتهائها من تجهيز نفسها اصبحت صابرين الان جاهزه للذهاب
للمدرسه .. قبل ان تخرج ايقضت اختها صبا بهدوء - صبا .. ستتاخرين عن الجامعه ..
_ حسنا ..
لم تقم ببذل جهود اكبر .. خرجت بعد هذا من المنزل وكان والدها لازال يجلس في سيارته القديمه خلف المقود
يحاول تحريكها .. نظرت له صابرين مبتسمه بشفقه وتوجهت نحوه ..
_ هل يمكنها ان تمشي ..؟
سألت مبتسمه فضحك والدها وقال - سنجرب .. يحدث هذا دائما معها وتسير بعد محاولات قليله ..
جلست قرب والدها في السياره وبدات تنتظر ان يحرك سيارته .. وفعلا كما قال .. بعد ربع ساعه من المحاوله
تحركت السيارة ..
اوصلها والدها الى مدرستها التي لا تبعد عنهم كثيرا في السياره و توجه بعد ذلك للعمل
عندما وصلت صابرين كانت قد تأخرت قليلا عن الدرس الاول ...
انها في السنه الاخيره من الثانوي .. والتأخير ينقص من درجاتها . هذا ما يتحدث به المدرسين مرارا ..
ليست من الطلبه الذين يتأخرون ولكن يحدث احيان كسر للقواعد ..
طرقت الباب و دخلت بعد طلب المدرسه منها بالدخول .. ابتسمت وقالت بهدوء - اعتذر لتأخري |..
كانت صديقاتها ينظرن بسخريه والبض الاخر بشفقه اذ انها تأخرت في درس المدرسه الاكثر تعصبا في
المدرسه كلها .. تحملت صابرين الكلام الذي حصلت عليه من المدرسه امام الصف باكمله و دخلت وهي تبتسم لصديقاتها بحرج جعلهن يضحكن
بصوت عال حتى اثار ذلك حنق المدرسه التي اعتقدت ان السخريه هذه موجهَ لها ..

...............


قررت الان ان تنهض من السرير .. الساعه اصبحت قراب العاشره و قد سألت تالا ملك اكثر من خمس عشر مره
متى سنذهب .. لم تدع ملك تنام براحه ولو لخمس دقائق .. لن ينفع هذا .. ايقنت ملك و جرت نفسها من السرير لتأخذ
حماما كي تستيقض كليا ..
شادن كانت ما تزل نائمه .. يبدو ان موعدها مع ريم لم يحن .. بينما خالد كان قد توجه لعمله مبكرا ..
حضرت للصغيرين طعام الافطار واكلت معهم قليلا قبل ان تذهب لتتصل بوليد لترى ان كان قد استيقض ام لا ..
بعد ان رن الهاتف كثيرا ولم يجبها اغلقته معتقده انه مازال نائما ..
انزعجت كثيرا اذ انها لم تكن تريد ان تأخذ الاطفال بسيارة اجره فبتلك الطريقه سيكون الامر صعب و مزعج جدا ..
ولكن ليس بيدها شيء .. لقد وعدت شادن والطفلين .. يجب ان تفي بوعدها ..
وايضا من اجل موعد شادن مع ريم ..
ارتدت ملابسها و ندهت على الصغيرين كي تقوم بتجهيزهما .. في هذه اللحضه رن هاتفها .. رفعته وكان ذلك وليد ..
ابتسمت محرجه وردت عليه بهدوء - اهلا وليد ..
قال لها واحست ان في صوته بعض اللا مبالاة التي لم تعتد عليها - اهلا ملك .. هل هناك شيء ..؟
ردت عليه - هل ايقضتك ..؟ اسفه ..
_ لا .. لم اكن نائم .. انا في الشركه هل هناك شيء ..
لم تسأله لم لم يجب على اتصالها .. يمكن ان يكون لديه اسباب كثيره .. ولم تعرف ان كان من الجيد
طلب منه ترك عمله \.. عندما تاخرت بالرد قال لها - ماذا هناك ملك ..؟ هل لديكِ شيء ..؟
_ لا .. بل اقصد نعم .. هل لديك عمل كثير \..؟
_ لا ..
لم يساعد .. حتى ان قال انه ليس لديه عمل كثير .. ولكن لِم يبدو منزعج ..؟
لم تفكر كثيرا وقالت - هل تستطيع اخذي مع الطفلين للسوق ..؟
_ الطفلين ..؟
_ تيم وتالا .. طفلا شادن ..
_ ااه .. حسنا .. متى ..؟
_ الان ..
_ لا باس |.. ساكون امام منزلك بعد عشرين دقيقه ..
_ حسنا سننتظرك .. اسفه لازعاجك
_ لا داعي للاعتذار .. وداعا
اغلق الهاتف قبل ان تقول هي ايضا وداعا |.. يبدو ان هناك شيء حدث معه .. ليس على ما يرام ..
كما قال .. بعد عشرين دقيقه كان يقف بسيارته امام باب منزلهم .. كانت ملك في ذلك الوقت قد انتهت من تجهيز الطفلين
ونفسها .. خرجت معهم وهما في صخبٍ تام من الفرحه بالخروج للسوق ..
كان وليد في انتظارهم .. وضعتهما في المقاعد الخلفيه و ربطت احزمة الامان حولهم و توجهت هي للجلوس في المقعد الامامي ..
ساد الصمت بعض الوقت .. وليد قام بتحية الطفلين فقط بدون ابتسامه حتى ..
بعد ان ضاقت ذرعا وبدات بالانزعاج من الهدوء الذي خيم عليهم قالت – كيف حالك وليد ..؟
نظر لها بطرف عينه وكانه يستتفه سؤالها وقال – بخير ..
_ لا تبدو بخير .. ماذا هناك ..؟
_ دعيني ملك .. ان احتجت مساعدة طبيب نفسي ثقي باني لن اذهب لأحد غيرك ..
_ ماذا افهم من هذه السخريه ..؟
فتح زجاج السياره وقال لها وهو يبعد الحديث الذي شعرت بانه مله – هل استطيع ان ادخن ..؟
_ هل يمكنك الانتظار حتى نصل ..؟
هز رأسه بدون ان ينظر لها .. هل هي سبب هذا .. شعرت بهذا ولكن لا يمكن ان يكون
وليد مستاء منها هكذا لانها تحدثت معه بشأن هند .. ليس وليد طفولي لهذه الدرجه ..
لم تعد تفهم هذا الرجل بتاتا .. لقد تربيا مع بعض وعاشا مواقف كثيره جدا جعلت منهما مقربين
جدا .. ولكنها الان تشعر بانها تلتقي به للمره الأولى .. ازعجها هذا الشعور ولم تطق ان يكون
وليد بعيد عنها هكذا .. لم ترغب ان تزعجه اكثر بأسألتها .. فصمتت ..
بعد ان وصلا للسوق طلبت منه ان ينزل معها ان كان لا يمانع فسيكون عون كبير لها
مع الاطفال وكما توقعت لم يمانع بتاتا .. رغم هذا لم تبتعد تلك التكشيره من على وجهه ..
لن تتكلم معه الان .. لا يبدو على ما يرام بتاتا .. هذا ما قررته وهي تدخل مع الطفلين ووليد
للسوق ..



عندما وصلت شادن للمقهى الذي طلبت منها ريم ان تحضر له كانت ريم تجلس في احدى
الطاولات الموجوده في الزوايه تنتظر وهي متوتره للغايه .. شعرت شادن بالقلق عليها عندما
رأتها بذلك المنظر .. لم يكن اتصالها واضحا بتاتا .. طلبت من شادن ان تسرع فقط
وانها بحاجه لها الان .. رغم ان الموعد الذي اتفقتا عليه كان في وقت متاخر بعض الشيء
ولكن يبدو ان هناك ما حدث ليجعل ريم متوتره وخائفه هكذا ..
حيتها شادن مبتسمه وقالت لها عندما جلست امامها – مابك ريم ..؟ لقد اخفتني عليك ..
كانت ريم تتعرق بشده وهي تمسك بفنجان القهوه امامها .. لقد كان الجو في الخارج بارد
ولم يكن المقهى دافئ لتلك الدرجه .. رفعت ريم عينيها وهي تريد ان تقول شيء ..
لم تستطع فخافت شادن عليها الان كثيرا .. – ما بك ريم .. قولي ارجوك لا تجعليني اقلق ..
قالت ريم بهدوء – جاد ..
همسها بذاك الاسم جعل شادن تشك ان كانت قد سمعت ماقالته تماما .. طلبت منها ان
تعيد وهي تنظر لشفتي ريم بتدقيق .. ولكن لم يكن ذلك الاسم الا له .. قالتها مره اخرى ..
جاد .. الان بوضوح اكبر .. لم تعرف شادن ماذا تقول .. جاد ..
ابتسمت بمراره وكأن ريم اعادت عليها عمرا كاملا الان . .
قالت شادن بهدوء – مازلتي تنطقين بذلك الاسم حتى الان ..
بدأت ريم تتنفس بعمق اكبر ورددت مالم تستطع شادن تصديقه – لقد عاد .. عاد ياشادن ..
بدأت نظرات شادن مشككه .. هل فقدت ريم عقلها الان .. جاد عاد ...
_ ريم اهدئي حبيبتي .. لا احب ان اركِ هكذا ارجوكِ يكفي ما جرى لكِ حتى الان من هذه الافكار ..
بدت ريم مستائه لعدم تصديق شادن .. هي لا تحتاج لاحد يحبطها .. هي محطبه وغير مصدقه
فلا تريد ان يقوم احد بأقناعها بذلك اكثر .. قالت بعد هذا – لقد رايته ..
امسكت شادن برأسها وهي لا تعرف كيف تتصرف .. اخرجت ريم قصاصه ورق من حقيبتها
واعطتها لشادن قائله – قال ان اتصل به ..
بدأت شادن تشعر بالخوف على ريم .. هل يمكن ان يكون هذا شيء من تخطيط ايمن ..؟
ماذا يحدث .. حملقت في الورقه قليلا و لم تعرف لم انتقلت يدها للهاتف .. ابتسامه خفيفه
لاحت على شفتي ريم بدت ذات امل كبير .. خافت شادن ان تحطمها بعد اجراء المكالمه
ولكنها لم تستطع منع اصابعها من الضغط على ارقام الهاتف حتى بدأ باجراء المكالمه ..
صوت رجولي اجاب بعد مده وكان يملئه النعاس .. بدا متعكر المزاج وهو يقول – نعم ..
لم تقل شادن شيء فقال بصوت اعلى قليلا ولمم يزل الانزعاج يحيط بصوته العميق – من هناك ..؟
_ شادن ..
لم تعرف لم نطقت باسمها فقط .. هل تنتظر منه ان يقول شيء يجعل منه جاد ..؟
هل بدأت بالتمني هي الاخرى ان يكون هو .. لم تعرف ماذا قصد حين قال – هل تسألين ام تجيبين ..؟
كانت مشدوهه قليلا قبل ان تقول – من انت ..؟
بدت وكأنها طفله لا تعرف كيف تتصرف .. هي لم تفكر بما تقوله قبل ان تتصل ولكن الان
هي لا تستطيع التفكير بتاتا ..
_ قُلتي شادن ..؟ هل انتي هي ..؟
ماذا يقصد .. هل عرفها .. يا ألهي عل بدت هي ايضا بالجنون .. حتى ان كان جاد لا يمكن ان
يتذكرها بمجرد نطقها بالاسم بعد هذه السنوات .. قالت – ماذا ان كنت .. من انت ..؟
_ لقد كان اخر لقاء لنا عندما وبختني لمشاكستي مع سلمى .. هل ينفع هذا ليثبت شخصيتي ..؟
لم تعد تستطيع اكمال الحديث .. سقط الهاتف من يدها وهي تنظر لريم .. لم تفهم ريم
معنى الصدمه التي بدت في عينيها حتى قالت شادن بهمس – انه هو ..
هل هي خائفه .. لم هذا الخوف ..؟ ليس هناك شيء .. هناك اناس يغيبون اكثر من جاد
و يعودون مجددا وكانهم عادو للحياة مجددا .. جاد هرب ولم يختفي فليس من الجنون ان
يكون قد عاد ..
رفعت السماعه مجددا لأذنيها و انتظرت ان ترى ان كان مازال على الخط ..
قالت بعد هذا وهي تحاول التوازن – انت جاد حقا ..؟
_ شادن مابك .. كفي عن هذا لقد ارهقتموني ...
_ ان الامر صعب .. لا اعرف ماذا اقول ..
شعرت بالارتياح عندما احست بان من تتحدث معه هو جاد ..
طريقته في الكلام لم تتغير .. انزعاجه من طرح الاساله نفسها مرارا وتكرارا
مازال نفسه .. قال لها – هل انتي مع ريم ..
ابتسمت لريم وقالت – نعم .. هل يمكنك ان تأتي ..؟ لم تلتقيا جيدا اليس كذلك ..؟
بدة في صوته لهفه غريبه .. لم تمر على شادن من قبل منذ عرفت جاد ..
_ نعم .. بالطبع سآتي اين انتم ..؟
اخبرته عن مكان المقهى الذي كانتا به .. ريم كانت عيناها معلقتان بشفتا شادن
وكأنها تريد ان تحتفض بكل كلمة تقولها لجاد .. ابتسمت شادن بعد هذا لريم
وقالت لها – انه هو .. وكأنني اعود خمسة عشر سنه للخلف .. عندما تحدثت معه
لهذه الدقائق القليله شعرت باني ارا جاد امامي في اخر ليله رايته بها قبل ذهابه ..
_ انه هو .. اليس كذلك ..
_ ريم ارجوك .. اهدئي عزيزتي .. لقد عاد جاد ..
كأنها طفل .. ابتسمت مقتنعه بما قالته شادن وهي ترفع كوبها لترتشف منه ..
كان ذاك الصباح بارد جدا .. ولم تكن شادن ترتدي ملابس تكفيها لتدفء نفسها ..
طلبت من ريم ان تخرج بعد قليل لترى ان كان جاد وصل للشارع .. فهو لن يعرف مكان
هذا المقهى بالتأكيد .. اذ انه مقهى معزول بعض الشيء وليس له لافته كبيره بأسمه ..


بعد ان انتهت نصف الدروس تقريبا كانت صابرين تجلس على الدرج في الخارج وهي تنتظر
ان تعود صديقتها مع اكواب القهوة الساخنه .. تأخرت رنا قليلا واحست صابرين بالبرد
فقررت ان تدخل لداخل مبنى المدرسه لتنتظر رنا .. عند دخولها فورا لمحت ذلك الشاب
الجديد في فصلهم والذي اثار الفوضى طوال الدروس الثلاث الماضيه بتعليقاته وسخريته
على المعلمات .. كان يقف مع اسمى .. صاحبة اكبر مجموعه من العلاقات الغراميه في المدرسه |..
بسخريه حدثت صابرين نفسها { اعتقد انه ليس هناك من لم يفتتح ملفه بدخول مدرستنا الى بعلاقه
عابره مع اسمى .. }
يبدو انها اطالت النظر لهم وبدى على شفتيها ابتسامه ساخره .. ويبدو اكثر ان اسمى لمحت ذلك ..
انزلت رأسها بسرعه وكأن شيء لم يكن .. بالطبع هي لا تريد مشاكسه مع اسمى ..
وليس امام هذا الحشد الكبير .. اسمى ليست من النوع الذي يمتنع عن قول اي شيء مهما كان
بذيء وغير اخلاقي .. تقدمت اسمى منها مع ذاك الشاب الجديد المدعو كارل والذي يزعم
ان اسمه اجنبي لأن والدته ليست عربيه بل فرنسيه .. شكله لا يوحي ابدا بهذا ..
صحيح انه وسيم للغايه وجذاب ولكن لا يوجد به شيء غربي .. ربما اخذ خصاله كلها من والده ..
من يعلم .. قالت اسمى وهي تبتسم بلؤم – ماذا هناك صابرين ..؟ لم تنظرين لي ..؟
ابتسمت صابرين ردا لها على ابتسامتها وقالت بلطف وهي تحاول ان تحسن مزاج اسمى ..
_ لا شيء .. فقط ان ...
بدأت تفكر قليلا بأرتباك حتى قالت – ان العقد الذي ترتدين جميل للغايه .. لقد خطف انظاري له ..
لم تعرف اسمى ان كان ما تقوله كذبه ام حقيقه ولكنها قررت ان تصدقها ولا تجر نفسها لمشاكسه
امام كارل .. هي الان تلعب معه دور الانثى اللطيفه التي تخاف من ضلها ليلا .. سيكون من
السيء ان يرى جانبها الجريئ الان ..
مبتسمه ابتعدت عنهم و سارت نحو الفصل الذي سيكون درسهم القادم فيه .. رنا كانت واقفه على بعد خطوات وهي تنظر بتمعن ..
_ مابك ايتها الحمقاء .. لم تأخرتي ..؟
_ لم اتأخر .. ولكن كنت انتظر ان تنتهي من حديثك مع اسمى .. تعرفين اني لا اطيقها ..
_ وكأني اتباحث معها ماذا سنفعل في لقائنا القادم .. لقد ارعبتني حقا تلك الفتاة للتو ..
ضحكة صاخبه خرجت من رنا التي قالت – وكأني سأصدق انكِ تخافين منها ..
_ حسنا .. تعرفين اني بطله ولكني قُلت انه من المخجل ان نقوم بفعل مخزي امام ذاك الطالب الجديد ..
_ انه يبدو اكثر شرا منها .. رغم وسامته ولكن وجهه ليس فيه لطف بتاتا ..
_ نعم .. يبدو انه ينتظر ان يقوم اي شخص باي خطا ليسخر منه ..
اخذت صابرين كوب القهوى خاصتها و دخلت الفصل قبل رنا التي اكملت سخريتها من اسمى ..


...............

شادن كانت تضع يدها تحت ذقنها وهي تنظر لريم التي وقفت بباب المقهى الزجاجي تنظر للخارج ..
ابتسامه خفيفه لاحت على شفتي شادن وهي تشعر بقلب ريم الذي يكاد يخرج من صدرها
من قوة نبضاته .. حتى ان كانت متردده في التصديق .. وان كانت خائفه من البدء مجددا .
لم تستطع ريم اخفاء فرحتها و ارتعاشها من ما يحدث .. وكأنها تعود خمسة عشر سنه للخلف ..
عندما كانتا تسخران من الدنيا .. عندما كانتا تخططان للنصب على ابائهما . . والخروج سرا من المنزل لحضور احد اعياد ميلاد زميلاتهم .. الهروب من المدرسه ..
المخططات التي كانتا تقومان بها مع الفصل ضد المدرسات .. احست بدموعها تتجمع في
عينيها فمسحتهما بسرعه .. انها تشعر بهذا الشعور كلما التقت بريم .. شعور الحسره ..
وكأنها خانت صديقتها .. وكأن ماقامت به في حياتها من اشياء جميله كانجاب ولدين والزواج
من رجل رائع هو ذنوب بحق ريم .. وكأنها تركتها وحدها لتعيش حياتها بسلام بينما عاشت
ريم تلك السنين كلها في الجحيم .. ابتسمت بسرعه وحاولت ابعاد تلك الافكار من رأسها ..
لن يكون ذلك بعد الان .. لقد عاد جاد .. مهما كان قد اخره في تلك السنوات فهو عاد الان ..
يمكن ان توبخه .. ان تقوم بالصراخ في وجهه . ان تلومه .. انها تستطيع ان تقوم بتلك الاشياء
الان .. ان تطمئن اخيرا على ريم .. رفعت عينيها بسرعه لريم عندما احست بها تفتح الباب لتخرج
من المقهى .. وقفت شادن بسرعه ولكنها قررت بعد ذلك ان لا تخرج .. ليكون
لقائهم عائلي هذه المره .. ابتسمت وعادت للجلوس في مقعدها وهي تشعر وكأنها مراهقه
منذ ذلك الزمن .. كانت قد نسيت هذا الشعور .. الشعور بالتوتر والارتباك من ملاقاة
شخص كهذا .. جاد .. الصديق الاقرب لها و الشخص الابعد الان .. طيف اصبح
وماذا تغير به .. هل مازال حاد الطباع منزعج من كل ماهو حوله كما في السابق ..؟
هل اصبح وسيم ام ان شكله لم يعد جذاب كما كان ..؟ هل تزوج ..؟ هل كون اسره ..؟
هل يعقل ان يكون لجاد اطفال .. ابتسمت رغما عنها عندما فكرة باطفال لجاد ..
انه امر مضحك .. لا يصلح لجاد ..
لم تمض ثوان حتى دخلت ريم المقهى مجددا .. اعتقدت شادن انهما سيخذان وقتا اطول
ولكن يبدو انهما لم يتحدثا .. ربما لم يلقيا التحيه على بعض .. هل هذا هو ..
وقفت شادن وهي تنظر للرجل بصحبة ريم .. غريب .. ولكن به شيء يشبه جاد ..
ربما تغير شكله كثيرا .. حجمه اصبح مختلف بالتأكيد .. ولكن تلك النظره لم تختفي ..
هل يعقل ان هذه السنوات كلها لم تستطع محي نظرة الألم تلك .. مازالو نظراته حاده
وهو يتفحص الجالسين حوله .. حتى وقع نظره على من كانت تتفحصه .. في بادء الامر
لاحت نظرة عدوانيه وجهها لشادن حتى احس انهم متوجهين ليجلسا معها ..
ربما شعر الان حقا انه عاد .. انها هي .. تلك التي كانت تسخر منه طوال الوقت ..
الفتاة التي كان يتشاجر معها دوما .. التي كان يجدها في وقت ضيقه .. الحمقاء التي كان يعشق
ازعاجها و مشاغبتها معه .. ابتسامه علت شفتيه غيرت وجهه تماما ..
وصلا للطاوله التي تجلس عليها شادن وجلست ريم بسرعه على الكرسي وكأنها لم تعد
تستطيع ان تقف ..
الخوف الذي على وجهه جعل شادن تحملق به طويلا ..
امسك ريم من كتفها وقال بسرعه بصوته العميق – مابك ..؟ هل تشعرين بتوعك ريم ..؟
انه هو .. جاد .. وكأنه لم يغب .. كيف مرة هذه السنوات ..
شعرت شادن بان هذه اكبر حسره يمكن ان تتحسر عليها ريم في حياتها ..
جاد لم يتغير .. رغم كل الاخطاء التي تكسوه مازال ذاك الدفء الذي لا يمكن لاحد ان
يلمسه سوى ريم موجود .. كيف امكنك ان تفعل هذا بها ..
فكرة شادن بهذا وهي ترى اهتمامه بريم التي احست بالخجل وبدأت تتمتم بشياء غير مسموعه
كليا .. كانت تطمئنه على انها بخير .. قطعت شادن الحديث بينهم عندما قالت ..
_ مرحبا ..
عاد جاد لينظر لشادن .. جلس على الكرسي امامها وبدت عليه ثقه غريبه ..
قال اخيرا – حسنا .. انتي يجب ان تكوني شادن ..
_ كان من الافضل ان تقول فقط مرحبا ..
_ اعتقد ان التأكد ليس خاطئ ..
_ وانا اعتقد ان الترحيب افضل بقليل ..
بسخريه قال لها – لم تتغيري اذن حتى بعد هذا العمر ..
_ وكأني اسمع احدا يتكلم عن كوني كبرت ..؟
_ اوه سيدتي .. استميحك عذرا ..
ضحكة شادن وقالت – لم اتوقع ان نبدا بهذه العفويه هكذا سريعا ..
ابتسم لها وقال – انتي الوحيده التي شعرت بانني لم اغب عنها .. كيف حالك شادن .؟
_ بخير .. وانت ..؟ كيف سارت الحياة معك حتى الان ..؟
هل السؤال مزعج ..؟ لم تفهم لم اسودت عيناه قليلا .. حاول ان يقول شيء طبيعي بعد ذلك فقال
_ كما تسير مع الجميع ..
ريم كانت تتابعهم بنظراتها وهي مستمتعه .. احست شادن بها وهي تنظر لجاد .. وكأنها تريد
ان تطبع شكله في مخيلتها .. تدقق بملامحه .. تحاول ان تجعل عيناها تصدقان ما تريانه ..
احست بتلك اللحضه فقط كم كانت حياة ريم قاسيه .. انهى اصعب من ان يتصورها اي مخلوق ..
نظرت الامر التي لاحت في عينيها وهي تنظر لجاد جعلت شادن تتحطم كليا من الداخل ..
كيف وصل بك الامر الى هنا ريم .. يالهي هل كنت قد نسيتها الى هذه الدرجه ..
ربما استطيع ان اعطي جاد العذر لغيابه هذه المده .. ولكن بماذا سأعذر نفسي ..؟
قطع عليها حبل افكارها جاد وهو يقول – بت اكره الصمت هذا .. هل لنا ان نتحدث ..
نظرت شادن له واحست بانها لم تعد تستطيع ان تكمل مزاحها معه .. انزعج من نظراتها الجاده
نحوه ولاكنه لم يعلق .. قالت له – اعتقد انك من يجب ان يتحدث هنا ..
رفع يده ليعبث بشعره عندما احس انه محاصر .. هل يجب ان يبدا باخراج الاعذار السخيفه
الان .. يشعر بتفاهت ما سيقدمه من اعذار .. وفوق هذا ان قال ماحدث له بصراحه
سيكون الامر اسوء بكثير .. اطال التفكير فقالت شادن – هل تحتاج لهذا الوقت كله ..؟
_ بل اكثر .. هل تعرفين ما اتمنى شادن .. فقط ان تمحى تلك السنوات ولا اُسأل عنها ..
ريم كانت منزعجه الان .. هي تريد اعذارا .. يجب ان يقدم شيء .. ليس الامر فقط
ان يعود ويصبح الامر رائعا هكذا .. يجب ان يكون هناك عذر والا سيكون غيابه
هو حقاره منه .. انانيه لا غير ..
قال بعد هذا – لقد كنت في الخارج .. طوال الخمسة عشر سنه لم اكن هنا ..
حديث ريم صدمهم .. لم يتوقعا ان تشارك و ماقالته كان مؤلم – هل هذا ما لديك ..
نظر لها واحس ان هذا الحطام الذي قد تبقى من اخته ريم لم يقم بصنعه احد غيره ..
امس بيدها وكان يريد ان يقول شيء وهو ينظر لها ولكنه افلتها بعد ذلك و عاد لينظر
لأرجاء المكان .. وكأنه غير رأيه عن قول ذلك الشيء ..
قال بعد ذلك – هذا ما لدي .. لم اكن يوما نافعا لوالدي .. ولم استحق يوما العيش ..
ولكني لم استطع ان اكون سوى انا .. جاد .. الاناني الحقير .. منذ ان رحلت لم اعد استطيع
ان اقوم بشيء سوى الهرب .. الهرب من كل شيء الى لا شيء ..
عرفت انه يتحدث عن والدته .. اكمل وكأنه يتحدث مع نفسه ..
_ خمسة عشر سنه من الغربه و المآسي لم تستطع ان تصنع مني فردا صالحا ..
لم استطع ان احسن من حالتي . .
نظر بعد ذلك لريم وقال – انا اسف ..
كانت عيناه تنطقان بذلك الاعتذار اكثر من شفتيه .. انه ليس نادم وحسب ..
بل هو يلعن نفسه على ما فعله .. قال بعد ذلك – ان ابديت اعذارا حتى خمسة عشر سنه
اخرى .. لن تجدي منها شيئا مفيدا .. لا يوجد عذر لما قمت به ..
_ انت تعرف كيف تكسر قلبي عليك .. ولكن اريد ان اسأل شيئا واحدا يدور في رأسي منذ
ان رأيتك .. لماذا عدت ..؟
كانت تتحدث والدموع تتساقط من عينيها بينما شهقاتها كانت تجعل من حديثها صعب الفهم ..
قال وهو يعصر جبهته بأصابعه – لا تجعلي الامر صعب هكذا ريم .. عدت لأني احتاجك ..
_ لا استطيع تقديم شيء لك .. ما تراه امامك جاد ليس سوى بقايا .. بقايا لأنسانه كانت في ما مضى تستطيع تقديم شيء للناس .. والان اصبحت عاجزة حتى عن تقديم العطف .. او الشفقه
_ كفى ريم ارجوكِ ..
قطعت شادن حديثهم الذي احست بانه لن يوصل لشيء مفيد .. كانت ريم تحاول به
ايذاء جاد بدون ان تشعر .. لقد نجحت بذلك .. النظره في عينيه لم تكن مزيفه ..
منذ ان رأته وهو يدخل المقهى شعرت شادن بان الخمسة عشر سنه التي عاشها بعيدا عنهم
لم تكن بالنسبه له افضل بكثير من ما كانت عليه على ريم .. ملابسه الفخمه و طريقة سيره
التي تشبه طرق المسؤلين وصاحبين الامبراطوريات الكبيره وسيطرته على كل ماهو حوله
لم تكن سوى قناع يحاول اخفاء به
شيء في حياته .. شيء جعل شادن تفكر طويلا بما حدث معه طوال الخمسة عشر سنه ..
ابعدت تلك الافكار عن عقلها عندما طلب منهم جاد ان يأخذهم لمكان ما ..
وهكذا خرجو من المقهى بصمت وركبو سيارة جاد ..



اوصلهما وليد بعد عناء يوم طويل من التنقل بين الاسواق ..
قام الطفلين بشراء اشياء كثيره ولم تكن ملك تستطع منعهما من شيء الا بصعوبه
بالغه اذ ان صراخ تالا كان جاهزا في اي وقت تمانع به ملك شراء شيء ..
كانت تشعر بالخجل من وليد فقط تعذب كثيرا معهم وبدى عليه الانزعاج رغم انه حاول عدم اضهار ذلك |..
ادخلت الطفلين للمنزل وعادت لتحمل الاكياس .. كان وليد ينتظرها عند الباب وبيده الاكياس ..
قالت له وهي تحاول ان تغير مزاجه بابتسامها - ما رأيك ان تدخل لتحتسي كوبا من القهوه مع ابي ..؟ لقد ازعجتك اليوم كثيرا ..
_ مره ثانيه .. لدي عمل يجب علي انهائه .. وداعا
قالها بسرعه واستدار ليفتح باب السياره .. افلتت ملك الاكياس وتركتها في الباب وسارة تلحق به
وقفت امام زجاج سيارته المفتوح بينما هو لم ينظر لها حتى .. اخرج زيجاره من جيبه واشعلها
لينفخ دخانها للأمام ..
_ مابك حقا .. لماذا تتصرف هكذا .. انا اعتذر لما قلته سابقا عن هند |.. هل لك ان تنسى الامر فقط
استدار لينظر لها مستغرب فقالت - هند ستتزوج وانتهى الامر . لماذا تتصرف هكذا
_ لدي مشاكلي الخاصه ملك .. انا منزعج من شيء لا يخصك ..
ضلت تنظر له وقالت بعدها - لماذا اذن انت منزعج مني هكذا ..
_ هل يزعجك الامر ..؟
_ وليد لا تكن طفل .. تعرف ان مزاجي كله ينقلب ان تصرفت بهذه الطريقه ..
ابتسم لها بعد شعوره بان ما يقوم به اصبح ثقيلا عليها وقال - اراكِ فيما بعد .. وداعا ايتها الحمقاء ..
حرك السياره بعد ان لمح ابتسامتها .. لقد ارتاحت اذن .. استطاع ان يقنعها بان ماهو منزعج منه شيء لا يخصها
بدأ يكره شعوره بالاشتياق لها .. ان الامر غريب عليه للغايه و مربك جدا ..
بدل ان يصبح الطف معها بات ينزعج من ما يحدث له عند رؤيتها .. ضرب المقود بقوه وهو يصرخ - اللعنه ..
هل يعترف لها وحسب .. ضحك بسخريه على نفسه .. ربما اخسرها بتلك الطريقه للأبد ..
تحاول دائما ان تضهر له انه الاخ الذي لم تحضى به من والديها .. وانها لا تستطيع ان تطلب المساعده والعون من احد
سواه لانه احد افراد العائله وانها لم تكن لتحب شخصا كأخيها كما تفعل معه ..
بدا يسير بسيارته وهو لا يعرف الى اين يتوجهه .. لم يجب على اتصال والدته به ..
ليس في مزاج يسمح له بالحديث مع احد .. لم يجب ان يتغير الان كل شيء بينه وبين ملك ..
ماهذا الذي حدث ليجعل قلبه يتحرق شوقا للقائها هي فقط ..




اوقف السياره امام عماره من خمس طوابق وسط مجمع سكني جميل ..
طلب جاد منهن النزول ..
تحرك هو ولحقت شادن وريم به .. حتى دخل العماره بعد ان ضغط رقما سريا ليفتح الباب به ..
فتح المصعد لهن ودخل هو الاخر .. امتدت يد جاد لتضغط على الرقم 4 والذي اخذهم للطابق الرابع بثوان ..
كان في ذلك الطابق شقتين متقابلتين .. اخرج مفتاحا من جيبه وفتح احداهما .. وقف في الباب وهو
ينظر لريم وشادن .. ابتسمت شادن ودخلت الشقه .. لحقت ريم بها
انار ضوء المدخل واغلق الباب خلفه .. قال بعد ذلك - ستسكنين هنا ريم .. لن تعودي لذلك الحقير بعد الان
نظرت له وهي لا تعرف ما تقول .. لقد فاجئها .. ولكنها من الداخل كانت تتمنى ان يحدث هذا ..
حاولت ان تجر الابتسامه لترسمها على شفتيها ولكنها لم تستطع . انها ضائعه تماما ولا تعرف كيف تتعامل معه ..
قالت شادن وهي تتنقل في الشقه لترى محتوياتها وتصميمها الرائع وقالت - ان هذا رائع ريم ..
اخيرا ستنتهين من كابوس ايمن ..
جاد لم يكن يعرف الكثير عن علاقتها بايمن .. ولكن يبدو انه لم يعرف كمية الاذى
الذي سببها ايمن لريم ..
ابتسمت ريم لشادن بدون نفس فأقتربت منها شادن وهمست لها – مابك .. حاولي التفاعل قليلا ..
_ لا استطيع ..
_ ريم .. عزيزتي هذه البدايه فقط .. لن يكون سهلا ان تعتادي مجددا على جاد .. عندما انظر له
اشعر بالتوتر حقا ولكني احاول ان اتصرف معه وانا اتخيله كما كان .. كوني طبيعيه ..
لا تخسريه مجددا ..
_ انا خائفه من هذا .. اشعر انني في حلم ..
ابتسمت لها شادن وقالت وهي تعتصر يدها – ستتغير حياتك ريم .. كوني متفائله فقط ..
بسخريه قالت ريم – لقد نسيت كيف نكون متفائلين ..
قالت هذه الجمله وتحركت لتدخل احدى الغرف لتراها ..
بقيت شادن مع جاد الذي وقف امام باب الشرفه الزجاجي وهو يدخن .. اقتربت منه وقالت ..
_ ان الامر غريب عليها .. ربما انا عشت حياتي بشكل جميل حتى الان فكانت عودتك ذكرى جميله لي .. صدمتي مهما كانت كبيره استطيع عبورها والتعامل معك بحريه ..
ولكن ريم صعب ان تعيدها كما كانت ..
هز رأسه وكأنه سرح بعيدا بافكاره وقال – دعي الامر هكذا .. ستلتئم كل الجراح مع مرور الايام .. سننسى .. وننسى حتى لا تبقى لنا ذكريات بتاتا ..
_ جاد .. مابك ..؟ ماذا حدث في هذه السنوات التي غبت بها ..؟
استدار لينظر لها وقال وهو يبتسم – ليس بالشيء الكثير .. دعيكي من هذا شادن
فلن تحصلي مني على شيء .. كيف حالك انتي ..؟
ضحكت عليه وقالت – انت كما في السابق .. ولكن يوما ما ستقول لي .. انا .. تزوجت ..
لم يقل شيء بل اكتفى بانتظار ما ستقوله فقالت – واصبح لدي طفلين كالملائكه ..
_ اعتقد انه من الصعب تصديق كلمة كالملائكه ..
ضحكت عليه شادن واستدارت لتنادي ريم – ريم .. اين اختفيتي ..؟
خرجت ريم من الغرفه بينما كانت عينيها حمراوان .. كان واضحا عليها انها كانت تبكي ..
لم يحبا ان يقولا شيء حول الامر و تصنعا عدم انتباههم لشيء ..
اقترب منها جاد وقال – سأحظر اغراضك جميعها غدا ..
_ ليطلقني ..
نظر لها وقربها منه فقالت – ارجوك جاد .. لا تتركني ..
كانت كالاطفال .. انها لم تتغير بتاتا من الداخل .. قلب ريم مازال كما تركه جاد في مامضى ..
تخنق كل ما يجري لها في صدرها ولا تعرف ان تشتكي بتاتا ..



عادت شادن في ذلك اليوم بوقت متاخر .. اتصلت بهم وطمأنتهم انها ستتأخر ..
كانت ملك تجلس في غرفة الجلوس مع والدها يتباحثان مسأله الجريمه التي قرر خالد ان يدخل بها
ويقوم بكتابة سبق صحفي حولها |.. في ذلك الوقت رن جرس الباب فتوجهت ملك لتفتح .. بالتأكيد هذه شادن ..
هذا ما قالته وهي تقفز من على الكرسي لوالدها ..
عندما فتحت الباب كانت شادن تقف امامه فقالت ملك منزعجه – ماذا كنتي تفعلين طوال هذا الوقت .. بحق الله الا تفكرين
قليلا باطفالك ..
ابتسمت شادن لها وقالت – هل يمكننا ان نأجل هذا الحديث الى موعدا اخر .. معي ضيف ..
_ ضيف ..؟
قالت ملك وهي ترفع حاجبها فدخلت شادن المنزل و دخل بعدها هو ..
ضلت ملك مشدوهه .. انه جاد .. لم يعرها اهتماما كبيرا .. هز رأسه وهذا ما بدى انه قصده ترحيبا ودخل خلف شادن |..
بعد ان دخل احست ملك بالخجل .. انها ترتدي ملابس غريبه جدا .. كان الجو باردا في منزلهم فكانت ترتدي فوق ملابس
البيت كنزه صوفيه صفراء اللون كانت لوالدتها وهي تحبها جدا .. ولكن هذا لا يعني ان تضهر بها امام جاد ..
يالهي .. ان شادن حقا حمقاء .. كان يجب عليها ان تنبهها قبل هذا .. على الاقل لتتأكد ان كان المنزل صالح للزيارات ..
_ اهدئي ملك .. مابك مشدوهه هكذا ..
وكأنها كانت تقفز والان وجدت انه ما من سبب لذلك .. حولت نظرها لمدخل البيت واغلقت الباب بعد ذلك وتوجهت
لتدخل غرفة الضيوف .. فكرة ان تغير ملابسها وترتب من شكلها قليلا .. ولكنه لم يعرفها اي اهتمام ولم يبد عليه انه
انتبه للكنزه الصفراء اصلا .. فلما تقوم بذلك وتنبهه انها قامت بذلك لأجله .. انه جاد فقط ..
عندما دخلت كان الصمت يعم المكان .. والدها كان يمسك بيد جاد وهو ينظر له بأندهاش ..
هل قالو له الان فقط ..؟ ضلت ملك تنظر لهم وهي تنتظر اي تطور يحدث .. في تلك اللحضه فقط تذكرت شيئا ..
ان ما كان يجول بخاطرها ليش مجرد افكار حمقاء .. هي لا تتذكر جاد لانها رأته منذ خمسة عشر سنه .. بل
قد رأت بعد ذلك .. ومنذ وقت اقرب .. هل يعقل ان يكون هو .. ضلت تحدق به وهي تحاول ان تجمع ذكرا
ذلك اليوم ..





يتبع . .
'




:


::


.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://serin.yoo7.com
غيـــاب ..!

غيـــاب ..!


المساهمات : 79
تاريخ التسجيل : 26/03/2011
العمر : 35

زَهرهَ واحدهَ لا تَصنَع صيفَاً . .  Empty
مُساهمةموضوع: رد: زَهرهَ واحدهَ لا تَصنَع صيفَاً . .    زَهرهَ واحدهَ لا تَصنَع صيفَاً . .  Icon_minitimeالجمعة يونيو 10, 2011 1:07 pm



ذاكرتي احسن من ذاكرتج
ما تذكرين المره الي فاتت انا الي ذكرتج بشي وانتي ناسيه

Very Happy


الا صدق

اي جزء وصلنا قبل توقفين ..؟
تعدينا عشره ولا لا ..؟
وهل راح تكملين طالما صار فيه لاب توب جديد ؟
وهل تعتقدين ان الكتابه م<<<مطوله الاخت على بالها مقابله


..


خل توولي الاسأله

بس يا بنت ترا افقد اهتماماي اذا طولتي

شوفي قسم بالله لو تموتي احد
وشكلج ناويه على جاد
ما اقرالج ابد

ترا نقرا حتى نطلع من الجو الي احنا فيه
مو شرط يكون جونا كئيب
بس بما انو الي نقراه يأثر فينا بقووه
فرجاءا خلي هالتأثير ايجابي I love you
<< بدا التنظير هع


..



farao شلونني وانا مصريه ؟



..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
زَهرهَ واحدهَ لا تَصنَع صيفَاً . .
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
serin :: روايتًك انثٌرها هُنا . .-
انتقل الى: